adsense

2023/02/03 - 9:37 ص

عبدالإله الوزاني التهامي

قضى المرحوم محمد اولاد كسكسو أعواما طويلة في مكاتب جماعة بني بوزرة، كلها تفان وجد واجتهاد ونكران ذات، وعرف أثناءها لدى كافة الساكنة بالإخلاص في العمل والتواضع ونبل الأخلاق في المعاملة، وبنفس السلوك كانت علاقته بزملائه في الجماعة والقيادة وبزملائه الآخرين المشتغلين بالجماعات المجاورة وبالإقليم.

وعكس بعض الموظفين كان يتميز المرحوم بالجدية والشفافية والصلابة اتجاه رجال السلطة، لا يتملق ولا يجامل ولا يخنع لأي أوامر أو توجيهات خارجة عن القانون.

بكت ساكنة بني بوزرة لفقدها لهذا الإطار المتميز، الذي عهدته خدوما ومجدا ومتواضعا، حيث لم يعرف عنه بشكل نهائي ابتزازه للمواطنين أو احتقاره لأحدهم أو استغلال حاجتهم لوثيقة من أجل الحصول على مبلغ معين، وأكثر من هذا حتى في تعاملاته الاجتماعية، ومع أرباب المقاهي والمتاجر وكذا مع باعة المواد المختلفة يوم السوق، عرف طوال مكوثه في تراب قيادة بواحمد بالنقاء والصفاء والعفاف والغنى عن الناس، نشير إلى هذه النقطة نقلا لما شهدت به الساكنة في حقه ونقلا لما يتردد على الألسن من تعابير صادقة تصف أسلوب ونمط حياته رحمه الله.

 وفي هذه النقطة بالذات تشهد ساكنة بدناءة ووضاعة بعض الموظفين من درجات ومصالح مختلفة التي تهيمن عليها سلوكات الابتزاز و"التحنجير" والطمع في المواطن البسيط، وسوء المعاملة، وفي هذا السياق تلوك الألسن أمثلة نماذج معروفة تأخذ بطريقة الإكراه الخفي مقابل وثيقة تحمل "سيو" أخضر وتوقيع وخاتم، مبلغ 20 درهما فما فوق، مستغلة حاجة وظروف  المواطن المغلوب، وأما عن حالات ما يفعله البعض في سوق أثناء تجوله بين الصناديق والأكياس فيرى المتبضعون مشاهده المهزلية أسبوعيا وفي غير السوق.

رحم الله الأستاذ الموظف النقي العفيف محمد اولاد كسكسو وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأنبت الله ولده الجميل في عز أحضان أمه وفي كنف أسرته وعائلته،

ستبقى  ليلة الإثنين 08رجب 1444 هجرية، موافق 2023/01/30 ميلادية، لحظة التحاق الشهيد محمد اولاد كسكسو بالرفيق الأعلى ذكرى أليمة عالقة في أذهان ساكنة إقليم شفشاون وبالخصوص ساكنة بني بوزرة لما عرف به هذا الرجل من دماثة الأخلاق وجميل المثل والقيم،  وستبقى نموذجيته مضربا للأمثال وحجة للاستدلال على أن الصلاح لن ينقطع، وعلى أن النقاء لن يفنى، وعلى أن النماذج النقية من بني الإنسان في شتى المواقع والمجالات لابد أن يجود بها الزمان في كل حال ومكان.

وللأمانة أقول أنه قد أبلغني بعض المواطنين امتعاضهم وعدم رضاهم عما شاهدوه بمقر جماعة بني بوزرة من تجاهل وعدم الاهتمام بفقد الجماعة لركيزة من ركائزها حيث لم يكلف المجلس ولا الموظفين أنفسهم عناء إلصاق ولو ورقة تنعي فيها الفقيد وتقدم العزاء لذويه وللساكنة، ولم يدعى لاجتماع ولو بمن حضر للترحم على الفقيد وعد مناقبه وذكر تضحياته لصالح الجماعة. 

لا أخفيكم فإنني كما باقي المواطنين والملاحظين لحد الآن أجد صعوبة في كبح جماح العبارات الواجب نعت هذا المجلس  بها جراء سلبيته وعدميته وعدم جدوائيته.

ورحم الله الفقيد ورفع الله مقامه في الآخرة إلى مقامات الأولياء والشهداء والصالحين.