adsense

2023/01/16 - 11:47 ص


 بقلم الأستاذة امل بنعبد الرسول

كانت معاناتي مع الداء تشتد، وكانت الآلام تتضاعف، وتغدو، خاصة خلال أيام العادة الشهرية، جحيما لا يطاق، بينما كان الأطباء يظهر عليهم العجز على تشخيص حقيقة الضرر الذي سكن كياني بلا استئذان. حتى المسكنات التي كانت توصف لي، لم تعد، مع الأيام، تجدي في شيء. تضاربت أراء الأطباء والأخصائيين كنت أشبههم بشخص، وجد نفسه أمام نص معقد، يحتاج إلى وقت وبذل جهد وافر، من أجل فهمه وفك ألغازه.

كثيرا ما كنت، حين تهاجمني الآلام الفظيعة، أنزوي في غرفتي وحيدة، أسبح في بحر دموعي، أحاول، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، كتم معاناتي عن والدتي، عن أقرب الناس إلي. كان لسان حالي يلخصه هذا المقطع من قطعة لمجموعة ناس الغيوان:

" لا طبيب دوا علتي (...) ولات الهموم حرفتي، وتقادى جهدي يا الناس".

وهو مقطع من أشعار نظمها عضو المجموعة، العربي باطما الذي كان، هو الآخر، قد عانى من الداء، وقد وثق مسلسل معاناته معه في سيرته الذاتية " الرحيل "..

مع مرور الأيام، وتوالي الليالي التي كنت أشعر بأنها تطول أحيانا إلى ما لا نهاية، لم أفقد الأمل، لم استسلم، لم ينقضِ جهدي. على الرغم من استمرار صعوبات تشخيص الداء، بقيت مسلحة بالإيمان والثقة في قدرة الله، عز وجل.

بدأ الأطباء، بعد أن أدركوا أنه لا يمكن الاستمرار في وصف المسكنات فقط، أنه لا بد من بذل الجهود المضاعفة من أجل الكشف عن مصدر العلة الساكنة بين ضلوعي. ما كان في حكم اليقين بالنسبة إلي، هو إدراكي بأن وحشا يسكنني، يهاجمني، يمزق أحشائي.

تعددت التحاليل، وتضاعفت الفحوص بالأشعة، وتنوعت أجهزة الكشف وعلى راي المثل ومانحن الا كفارس في معركة تتخطفنا سهام الفتن والمحن والابتلاءات ننجو منها تارة وتارة أخرى تصيبنا وهذا ما حصل بعدما قررت أن أذهب للمستشفى العمومي بتزكية من دنور الدين الودغيري مختص في الأمراض الروماتيزم والذي أوجه له تحية خاصة لما قدمه لي في بداية الرحلة اقمت في جناح مرضى الروماتيزم مدة اسبوع وصراحة كان استقبالي من طرف الطاقم الطبي كله رحمة وانسانية ولن انسى ماقدموه لي وللاسف في ذاك الوقت لم اتشرف بمعرفة اسمائهم لان الالام كانت تحجب عني كل شيء وهنا لابد ان ادرج معرفتي بانبل انسانة وصديقة راىعة قدمتها لي اقامتي بالمستشفى هي الإنسانة الخلوقة لالاحكيمة والتي كانت العون والمدد في رحلتي مع المرض حينما ولجت الغرفة المخصصة لاقامتي وجدتها متكئة تنظر إلي بابتسامة راىعةرحبت بي واصدقكم القول انني منذ اللحظة الأولى شعرت انها امي التي لم تلدني المهم مرة أخرى , قاموا بجميع التحاليل والاشعة لكن النتيجة داىما سلبية, لكن احدى الطبيبات قالت لي لن تبرحي مكانك حتى نعرف سبب هذه المعاناة هنا طلبوا العون من دكاترة الطب الباطني ليستكملوا خطة الكشف عن ماالم بي هؤلاء الاطباء فطنوا ان هناك خطب جلل اصابني فكتموا الامر عني وطلبوا إرسالي لجناح الطب الباطني ليستكملوا خطة الكشف عن السبب الذي يسبب هذه الالام وقد كان ذلك.

يتبع..