adsense

2022/02/02 - 10:07 م

الكلمة الافتتاحية للسيد نورالدين داكر، رئيس المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان خلال الندوة الدولية المقامة بدولة تونس، في موضوع "دور المجتمع المدني والهيئات الحقوقية في توطيد علاقات الشعوب المغاربية" :

بسم الله الرحمان الرحيم و صلي اللهم على سيدنا محمد الرسول الكريم و على آله و صحبه الكرام الطيبين.

يقول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه العزيز ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ...) صدق الله العظيم.

و في حديث اورده الإمام النووي في باب تعظيم حرمات المسلمين و بيان حقوقهم، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله (ص) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

اما بعد :

معالي السادة الوزراء و معالي السادة السفراء و السيدات و السادة رؤساء مكاتب المرصد الدولي للاعلام و حقوق الانسان بالدول الشقيقة و الصديقة الحضور الكريم نرحب بكم جميعا، و انه لمن دواعي سروري أن نلتقي مجددا بدولة تونس الشقيقة لمناقشة موضوع مهم طرحته الحتمية و الضرورة الا و هو وحدة المغرب العربي و دور المجتمع المدني في تحقيقها.

ان المرصد الدولي للاعلام  و حقوق الانسان كهياة حقوقية،تمثل المجتمع المدني و الذي يعتبر ركيزة أساسية تتطلبها الديموقراطية، فهو لايسعى للوصول إلى السلطة و إنما يقوم بدور سياسي يتعلق بتنمية ثقافة الحقوق و ثقافة المشاركة الفعلية بما يدعم قيم التحول الديمقراطي الحقيقي و تقييم المحاسبة و المساءلة و على القادة القيمون إدراك ذلك.

ان المجتمع المدني يؤدي دورا كبيرا في إكساب الفرد خبرة الممارسة الديموقراطية حيث يشارك في الانتخابات و يساهم في كافة الشؤون السياسية و يسهم في ارتقاء الوعي السياسي  و الاجتماعي و إعلاء أهمية تنظيم الجهود الذاتية و المبادرات التطوعية في صياغة  تنظيمية لمفهوم المواطنة الحقة و كل مايترتب عنها من حقوق أساسية تضمن لهم المشاركة الجادة في صنع القرار.

و إذ نجتمع اليوم، نحن رؤساء المكاتب المغاربية خاصة و رؤساء باقي المكاتب عبر العالم و كلنا أمل و عزم في تحقيق حلم كبير الا و هو الوحدة المغاربية.

ان الدول المغاربية الخمسة ( تونس- ليبيا- الجزائر- المغرب- موريتنيا ) لديها امكانيات و ثروات هائلة و مؤهلات جغرافية و بشرية تمكنها من اللحاق بقطار التنمية السريع و التخلص من مشاكلها الاقتصادية و الأمنية و توفير العيش الكريم لشعوبها.

ان المغرب العربي توحده إرادة شعوبه في السلام و الإخاء و توحده جغرافيته الممتدة على طول الساحل المتوسطي من شمال افريقيا و توحده لغته العربية ( لغة القران) و يوحده دينه الاسلام دين إخاء و سلام و يوحده التاريخ الذي يشهد عليه.

ان التحولات السياسية الراهنة و المتغيرات الدولية و التهديدات الإرهابية و التكتلات الدولية كلها عوامل تجعل الوحدة المغاربية ضرورة قصوى يحتمها الوضع الاقتصادي المتردي  و التهديدات الأمنية الخطيرة و التي قد تعصف بالمنطقة برمتها.

نحن نطالب من هذا المنبر رؤساء و قادة شعوبنا إعادة النظر في سياساتهم و تجديد الرؤى و نهج سياسة الحوار و تقريب الفجوة لتحقيق الوحدة و السلام و توفير الأمن و العيش الكريم لكافة الشعوب المغاربية.

لقد اخترت أن اختتم  كلمتي الافتتاحية ببعض المقاطع الشعرية من النشيد الوطني للاتحاد المغاربي من كتابة محمد ابراهيم السائحي:

حلم جدي حلم امي و ابي

حلم من ماتوا و حلم الحقب

فانشروا رايته خفاقة

و ارفعوها فوق هام السحب.

و اهتفوا يحيا اتحاد المغرب العربي.

و السلام عليكم و رحمة الله