الكلمة
الافتتاحية للسيد نورالدين داكر، رئيس المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان خلال
الندوة الدولية المقامة بدولة تونس، في موضوع "دور المجتمع المدني والهيئات
الحقوقية في توطيد علاقات الشعوب المغاربية" :
بسم الله
الرحمان الرحيم و صلي اللهم على سيدنا محمد الرسول الكريم و على آله و صحبه الكرام
الطيبين.
يقول الله
سبحانه و تعالى في محكم كتابه العزيز ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و
المؤمنون ...) صدق الله العظيم.
و في حديث اورده
الإمام النووي في باب تعظيم حرمات المسلمين و بيان حقوقهم، عن أبي موسى الأشعري
قال : قال رسول الله (ص) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
اما بعد :
معالي السادة
الوزراء و معالي السادة السفراء و السيدات و السادة رؤساء مكاتب المرصد الدولي
للاعلام و حقوق الانسان بالدول الشقيقة و الصديقة الحضور الكريم نرحب بكم جميعا، و
انه لمن دواعي سروري أن نلتقي مجددا بدولة تونس الشقيقة لمناقشة موضوع مهم طرحته
الحتمية و الضرورة الا و هو وحدة المغرب العربي و دور المجتمع المدني في تحقيقها.
ان المرصد
الدولي للاعلام و حقوق الانسان كهياة
حقوقية،تمثل المجتمع المدني و الذي يعتبر ركيزة أساسية تتطلبها الديموقراطية، فهو
لايسعى للوصول إلى السلطة و إنما يقوم بدور سياسي يتعلق بتنمية ثقافة الحقوق و
ثقافة المشاركة الفعلية بما يدعم قيم التحول الديمقراطي الحقيقي و تقييم المحاسبة
و المساءلة و على القادة القيمون إدراك ذلك.
ان المجتمع
المدني يؤدي دورا كبيرا في إكساب الفرد خبرة الممارسة الديموقراطية حيث يشارك في
الانتخابات و يساهم في كافة الشؤون السياسية و يسهم في ارتقاء الوعي السياسي و الاجتماعي و إعلاء أهمية تنظيم الجهود
الذاتية و المبادرات التطوعية في صياغة
تنظيمية لمفهوم المواطنة الحقة و كل مايترتب عنها من حقوق أساسية تضمن لهم
المشاركة الجادة في صنع القرار.
و إذ نجتمع
اليوم، نحن رؤساء المكاتب المغاربية خاصة و رؤساء باقي المكاتب عبر العالم و كلنا
أمل و عزم في تحقيق حلم كبير الا و هو الوحدة المغاربية.
ان الدول المغاربية
الخمسة ( تونس- ليبيا- الجزائر- المغرب- موريتنيا ) لديها امكانيات و ثروات هائلة
و مؤهلات جغرافية و بشرية تمكنها من اللحاق بقطار التنمية السريع و التخلص من
مشاكلها الاقتصادية و الأمنية و توفير العيش الكريم لشعوبها.
ان المغرب
العربي توحده إرادة شعوبه في السلام و الإخاء و توحده جغرافيته الممتدة على طول
الساحل المتوسطي من شمال افريقيا و توحده لغته العربية ( لغة القران) و يوحده دينه
الاسلام دين إخاء و سلام و يوحده التاريخ الذي يشهد عليه.
ان التحولات
السياسية الراهنة و المتغيرات الدولية و التهديدات الإرهابية و التكتلات الدولية
كلها عوامل تجعل الوحدة المغاربية ضرورة قصوى يحتمها الوضع الاقتصادي المتردي و التهديدات الأمنية الخطيرة و التي قد تعصف
بالمنطقة برمتها.
نحن نطالب من
هذا المنبر رؤساء و قادة شعوبنا إعادة النظر في سياساتهم و تجديد الرؤى و نهج
سياسة الحوار و تقريب الفجوة لتحقيق الوحدة و السلام و توفير الأمن و العيش الكريم
لكافة الشعوب المغاربية.
لقد اخترت أن
اختتم كلمتي الافتتاحية ببعض المقاطع
الشعرية من النشيد الوطني للاتحاد المغاربي من كتابة محمد ابراهيم السائحي:
حلم جدي حلم امي
و ابي
حلم من ماتوا و
حلم الحقب
فانشروا رايته
خفاقة
و ارفعوها فوق
هام السحب.
و اهتفوا يحيا
اتحاد المغرب العربي.
و السلام عليكم
و رحمة الله