adsense

2022/02/17 - 12:11 م


 بقلم عبد الحي الرايس

الاِسْتباقُ دَوْماً أجْدَى من التدارُكِ والعزاء، هو أوْقَى للنفوس، وأحْفَظُ للأموالِ والمتاع

وعلى ذلك أمثلة شتَّى في كل مجال:

ـ شبَّ حريقٌ ب"الرصيف" أقدَمِ سُوقٍ بفاس، فكان التدخلُ للإطفاء، وأقبل مُمثلُ الولاية يُهَوِّنُ المُصاب، ويَعِدُ بالتعويض والإصلاح، وتَرَدَّدَ بين الباعة البُسطاء أنهم ما فتئوا يُطالبون بتحويل الأسلاك الكهربائيةِ الهوائية إلى أسلاكٍ باطنية، فلم يُسْتجَبْ لهم إلى أن كان التَّمَاسُّ الذي ألْهَبَ النيران.

ـ وبالأمس القريب كانت فاجعة شهيدِ الصبيان التي نبَّهتْ إلى مخاطر العاري من الآبار، فتحرَّك القومُ للإحْصاء والإغلاق.

ـ وبالمُدُن، وفي كثير من المواقع، أرصفةٌ مُخْتَلَّة، ونُقَط ٌعارية تتصيَّدُ كفيفاً أو غافلاً فتُلْحِقُ به شرَّ الأضرار.

ـ وعلى جنبات الطريق، علاماتُ تشويرٍ مُتدَنِّية تشُجُّ جِبَاهَ المارَّة، ومُراقبتُها والإلزامُ بمعايير تثبيتها تظلُّ مسؤولية الجماعة.

ـ وفي سياقِ تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية يتمُّ التذكير سنوياً برقم 1000 قتيل من الراجلين على الطريق، وقد بُحَّتِ الحناجرُ، وجفت الأقلام مُطالِبةً بتحرير الأرصفة، وإقامة الحواجز الواقيةِ المُوجِّهةِ للعبور الآمِن في ملتقيات الطريق، فكان أن استجابتْ مدن، وآثرت أخرى الإمعان في التغاضي واللامبالاة.

ـ وعلى ضفافِ الأوديةِ والشطآن تُقامُ الأنشطة والبُنْيان، وحين تنهمرُ السيولُ الجارفة، وتُباغِتُ الأمواجُ العاتية، تأتي على العُمران والمتاع والإنسان، وقد حدث هذا وتكرَّر، فسُنَّت القوانينُ وكان التشريع، وأُخْلِفَ الموْعدُ مع التطبيق.

ونَعُودُ لنؤكدَ أن التحسُّبَ والاِسْتباق خيرُ ما أَخَذَتْ وتأخُذُ به أُمَمٌ ناهضة، أضْفَت على الإنسان والمجالِ كل اعتبار.

وقد رَدَّدْنا طويلاً: "الوقاية خير من العلاج"

فلننْسُجْ على منوالها شعاراً وتفعيلاً: "الاِسْتباقُ خيْرٌ من العَزَاء"