adsense

2021/12/11 - 5:38 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

في فجر هذا السبت الموعود دعوت الله سبحانه وتعالى  أن تمر مقابلة المغرب الجزائر في جو رياضي عادي بدون خشونة من قبل لاعبي فريق الأشقاء الجزائريين ، وعدم ضبط النفس من قبل لاعبي فريقنا الوطني ، وأن تتم أطوار المباراة بقدرته عز وجل في تبارٍ رياضيِّ شريفٍ تختتم نتائحه لصالح من يوفق في تدبير وقتها واستغلال فرصها ، بعيدا عن اختلاق المعرك السياسية والعسكرية ، التي يدكيها الذين يهوون الصيد في الماء العكر ، لخلق الكراهية بين الشعبين الجارين ، خلافا لما تنهجه المملكة المغربية من سياسة التسامح وإنهاء العداء ، كما هو الحال مع أولئك الذين روجوا على نطاق واسع ، بمواقع التواصل الاجتماعي، لقضية "الحكم الاسرائلي" لغايات خسيسة ، ناسين أنه و حتى وإن صح الخبر ، وكان الحكم اسرائيليا او برطقيزيا أو قوقازيا معتمدا لدى الفيفا ، فلن يغير من الأمر شيئا ، أنه سيكون حكما دوليا يستند لقوانين دولية معتمدة في رياضة كرة القدم ، واسرائيل تنتمي للاتحاد الدولي لكرة القدم ، شأنها شأن فلسطين المتساكنة مع دولة اسرائيل تحت قبة نفس الاتحاد ، فاين المشكلة ؟

التساؤل الخطير الذي تكمن الإجابة عنه في ظاهرة التدخل السياسة في الرياضة ، وحشر السياسيين أنوفهم في الرياضيين وجمعياتهم وأنديتهم ، واستغلالها لخدمة مصالحهم السياسوية الخاصة ، الظاهرة المغلفة بالغيرة على فلسطين أكثر من الفلسطينيين ، والتي لا تقتصر على شعب دون آخر أو دولة أو ثقافة دون غيرها، مع تفاوتات في الحجم والدرجة ، حيث تضعف حدتها مع المجتمعات الديمقراطية التي تقوم على أسس احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة وشفافية وسيادة القانون ، بينما تتضخم مع المجتمعات المتخلفة ، التي وتصنف كرة القدم عندها في آخر مراتب اهتماماتها ، وقلما تُدرج في جداول أعمالها ، على اعتبار أنها مجرد لهو ولعب وتسلية لا تساهم في تطوير البلدان وتقدمها ، وأمام هذا العبث الذي يبدو الأمل معه ضعيفا في استقامة البناء ، إلا أنه لا يبرر، ولا ينبغي له أن يبرر ، رغم ثقل المخلفات ومحدودية الامكانيات، فقدان الأمل في تحرير الشأن الكروي الوطني من التبعية.