adsense

2019/07/25 - 11:04 ص


بقلم الأستاذ حميد طولست
رغم كوني من مجتمع نصفه يحب كرة القدم ، ويموت النصف الآخر في عشقها ، فإني لم أكن يوما من لاعبيها ، ولم يكن فهمي ومعرفتي بأساسياتها وقواعدها وقوانينها بالفهم الواسع والشامل ، ومع ذلك أتابع كل المباريات التي يخوضها منتحب بلادي ، وأشجعه بقوة واندفاعية ، كما فعلت -وكأني من محترفي هذه اللعبة الشعبية - مع مبراياته خلال البطولة الافريقية التي إستضافتها مصر بدلا من الكاميرون التي اعتذرت عن الاستضافة ، إلى أن خرج منها مبكرا ، فتحول تشجيعي بنفس القوة ونفس الاندفاعية ، إلى المنتخب الجزائري الذي أتوجه إليه بالتحية والتقدير على الإرادة الفولاذية والاستماتة التي أسفرت على فوزه المستحق باللقب الأفريقي الثاني في تاريخه.. الإنجاز الجزائري الكبير والمتميز ، الذي لا يبيح بأي حال من الأحوال ، لأي كان ومهما كان ، أن يحول مباراة في كرة ، مهما كان أمرها ، إلى أزمة سياسية بين البلدين الشقيقين ، الجزائر ومصر .
كالحدثين البارزين الخطيرين واللامسؤولين ، بما يكنانه من حقد مقترن بالكراهية لمصر التي وقفت إلى جانب الشعب الجزائر ودعمت ثورته في كل المواقع والمحافل وفي كل المناسبات، واللذين لا يمكن تجاهلهما ويستحقان الوقوف عندهما وقوفا إعلاميا ومهنيا مسؤولاً لاستخلاص العبر واتخاذ الموقف المناسب.
 الحدثان اللذان يمثلان قمة الغباء السياسي والإنحدار الأخلاق  الذي سقط فيه كل من "رياض محرز" عند تجاهله مصافحة رئيس وزراء مصر خلال تسلمه الكأس ، جمال بالماضي مدرب منتخب الجزائر المتميز والكفئ ، نتصريحه "أنه سوف يراجع طبيب العيون لأنه لم يشاهد تشجيع الجمهور المصري للفريق الجزائري" ، واللذان وقفت عليهما ، وأنا أتابع بعين الصحفي الفضولية الفاحصة التي مشطت بها أحدات حفل التتويج كآلة السكانير أو الماسح الضوئي ، بعيدا عن سيطرة إنفعالية عشق الكرة الدائرية -التي هي ضعيف إلى منعدمة عندي كما أشرت إلى ذلك في بداية المقالة- والتي يغرق فيها الجمهور الولهان بكرة القدم، الذي يكتفي بمحاسنها ولا يهتم بعيوبها ، حتى إنطبق عليه قول لإمام علي : "وعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ.
سوف لن يتوقف هذا الرضا وتلك المرضات التي يحملها كل عاشق لما يعشق ويحب ، عند كلل وعمى مشاهدة عيوب المعشوق ومساوئه، بل سيتعداه إلى التصدي إلي وإلى كل من يكشف العيوب ولو بغاية النصح والاستدراك والتصويب والتصحيح ، ولا شك أنه ستنهال علينا بذاءات متخلفي المجتمع ومفسديه ، الذين ترتجف فرائصهم من مواجهة الحقائق، وترتعد قلوبهم من الصراحة ، وتنزعج أفئدتهم من قول الحق ، وتتوجس من الوضوح  ، ولا يحبون العيش إلا في ما طفح في المجتمع من كيل التملق والرياء والمداراة والدجل..
ومنطلق الأخلاق التي تحتم علي إحترام الجميع ،أعتذر لكل الذين أفسدت عليهم صراحتي ، فرحهم -التي حرموا منها- بالانجاز الجزائري الكبير وبمدربه المحلي ، الذي اثبت تميزه بقطر التي عرف بها نجاحات متتالية مع الاندية والمنتخب القطري "العنابي"الذي ظفر معه بلقب كأس الخليج العربي "خليجي 22..