adsense

2019/07/29 - 3:40 م


بقلم عبد الحي الرايس
جيلُ رُؤوس الدِّيَكَة، والسراويل الممزَّقة، والأقراص المنشِّطة، والدراسة المهمَلَة، والقيَم المُغَيَّبة، والوقاحةِ المُعْلنة، وما شِيءَ لك من التَّتَبُّعِ والتَّعداد، لمظاهر الانحراف والضياع، الذي لا يُفضي إلى غير الجنوح والعدوان، والعقوق والعصيان.
ترصُدُ الظاهرة، وتُشْفق على الأسر والمجتمع من انعكاساتها وتداعياتها التي كثيراً ما تُسْفِرُ عن أسوا النتائج، وأفظع الشرور والجرائم.
لن يُفيدَ في شيءٍ الاكتفاءُ بالوصف والإدانة، ولكن ينبغي البحثُ عن سُبُل الإصلاح والرعاية:
ـ ولعل أُولَى الأولويات إصلاحُ حال الأسرة، فهي الخلية الأولى في المجتمع، مَشتلُ النشْء ومجالُ غرس القيم
والأسرةُ تَنْهَلُ من مَوْروثها الاجتماعي، وتتأثر أكثر ما تتأثر بالإعلام المرئي والمسموع الذي يغزو البيوت، فيأسر الأسماع، ويشُد الأنظار، ويتسلل إلى العقول والوجدان، ويُرجِّعُ صداه الصغار قبل الكبار، ولذلك جاز القول:" أرِني أيَّ إعلام تُقدِّم، أقُلْ لك أيَّ نشْءٍ تُعِدّ، وأيَّ مُجتمع تُهيِّء".
ـ تلقائياً يأتي بعدها دور المدرسة كحاضنة ثانية، تُعنَى بمواصلة عمل الأسرة، وتصحيح ما قد يعتريه من أخطاء وتقصير، فتسهر على تثبيت القيم، وإكساب آليات التعلُّم، وتيسير أسباب التواصل والتفاعل وإنضاج الشخصية وتحقيق الذات، وتلكم رسالة سامية لا يُقدِّرها حق قدرها إلا الأممُ التي تُراهن على التعليم، وتمنحه الاعتبار الأول، وتعتبره مصدر كل مجد وسؤدد، وعزة وكرامة، وتقدم وتنمية.
ـ ثم يأتي دَوْرُ المثقفين، والعلماء الباحثين، ورموز الوطن، وطليعة المجتمع المدني الذين تُؤْرِقُهم الظاهرة، ويتعين عليهم جميعاً أن يتعبأوا لمعالجتها بالتحبيب والترغيب، لا بالتعنيف والترهيب، وذلك ببعث الثقة في النفوس، والتأثير بالنموذج الملموس، إسهاماً في تحقيق التحول المنشود، وصُنع الغد الموعوـ وللفن بألوانه المختلفة، وأطيافه المتعددة، دورُه في الإغراء والاستهواء، وإذا سُخِّرَ في بناء مجد الوطن، كان له أسمى وأجدى وقْع وأثر.
فاللهَ اللهَ في ناشئتنا، إذا أُهْمِلت، وتُركتْ لحالها كانت على البلاد وَبَالاً وكارثة، وإذا أُحْسِنَ إعدادُها وتكوينُها، وإدماجُها وتشغيلُها، كانت لكل خير رائدة، وللتنمية قاطرة.