adsense

2019/02/27 - 11:58 ص

بقلم عبد الحي الرايس
تُوقِدُ العزم، تُلْهِمُ المثابرة، تُيسِّرُ أسبابَ النجاح، وتُفْضِي إلى تحقيق الذات.
كثيرون هم الذين تاهُوا وضلُّوا طريقهم في بداية الحياة، وما أن أوْمَضَ لدَيْهم شعاعُ الأمل، وساروا في طريقه حتى تيسرتْ لهم الأسباب، وحققوا النجاح.
تلكم خاصية الإنسان التي يَنْمَازُ بها عن باقي الكائنات: قابليتُهُ لتجاوز الذات، ونُشدانِ الكمالِ باستمرار.
ولو أن الناس ليسوا كلُّهم في ذلك سواء فمنهم من يستكينُ إلى واقعه، يأسى لحاله، يَسْتصْعِبُ مشاكله، ويجْتَرُّ متاعبه.
ومنهم من ينساقُ مع أهوائه، فيصيرُ أسِيرَ أطماعه، يَرْكَبُ لها كلَّ المراكب، ويرتقي لبلوغها كلَّ السلالم، ولا يُبالي في سبيل ذلك قِيَماً ولا مَذاهِب.
ولكنْ منهم من عَرَفَ قصْدَه، وتلمَّس سبيلَه، وأيْقنَ أن المطالبَ لا تُنالُ بالرغائب، إنما بشحْذِ الْهِمَم، وتشغيلِ العزائم.
مِنْ هؤلاء من وَظَّفَ حَدْسَه، وغيَّرَ اختصاصَه، فحققَ ذاتَه، وصَنَع مَصِيرَه.
ومنهم عصاميون بدأوا بُسطاء، وأصرُّوا على السير في طريق النجاح ، فارتقوْا مَدارِجَ الْعُظماء.
وآخرون عانَوْا من عاهاتٍ وإعاقات، سرعان ما تخطَّوْها ليأتوا بالإبداعات، ويُحققوا البطولات.
وغيرُهم دأبوا على الاِنْسياق مع الانفعالات، والخاطئِ من السلوكات، ثم ما لبثوا أن سَجَّلُوا وِقْفَةً مع الذات، ونَبْذاً لِلضَّالِّ من المُمارسات، فاستقامَ حالُهم ، وصاروا مضربَ الْمَثلِ في الصلاح والإصلاح.
وهكذا يَسْمو الإنسان، فيقهرُ الصعوبات، ويَجْعَلُ الْمُسْتحيلاتِ مُمْكنات.
فهِمَّتُهُ درَّاكة، وإرادتُه خلَّاقة، وعزيمتُه تتجاوز به كلَّ الحدود، وترتادُ به كل الآفاق....