adsense

2019/02/19 - 10:12 م


تظهر لنا قصة ادريسية بنزليحة كيف أن هذه السيدة المثابرة تمكنت من بناء ذاتها كشخص فاعل، ضمن مسار محفوف بالعقبات، كما هو الحال بالنسبة لسبل النجاح كلها. فعلى الرغم من كل المعوقات، استطاعت أن تبني نموذجا للمرأة المغربية يحتذى به، حتى وإن كان عليها الامتثال لبعض المتطلبات التي يفرضها الواقع الذي تنحدر منه، والقبول بالقيود المفروضة عليها في عالمها الجديد، والتصدي لعلاقات تسودها الهيمنة، فالغربة وحدها عائق، وأي عائق في دولة علاقاتها بالمغرب ليست على ما يرام.
والواقع أنه عندما سترى هذا الڤيديو، ستدرك أن ادريسية بنزليحة تعيش لحظة مفصلية لجهة هويتها وانتمائها لهذا الوطن الحبيب، فابتعدت بالتالي عما يدور من حولها، في محاولة منها لإعادة صياغة نظرة جديدة عن علاقات تربط بلدها الأصلي وبلد الإقامة، واستطاعت أن تؤكد أن هذه العلاقات تضرب أطنابها في عمق التاريخ. ولعل مرد هذه الذاتية المؤلمة، التي هي عبارة عن مزيج من الإعتماد على الذات، وقوة الإرادة، بشكل مباشر، إلى السياق الخاص بوضع المغاربة داخل هذا البلد بصفة خاصة والجالية العربية بصفة عامة.
كانت ادريسية بنزليحة المرأة المتعددة التخصصات والمهام والمشاغل والوظائف، فلأنها تحمل المغرب الوطن والمغاربة الشعب في سويداء القلب، فقد كانت توجد في جميع الجبهات، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، والسياسية، وفي كل هذا أبلت البلاء الحسن، وأبانت عن قدراتها وإبداعاتها الخلاقة، وفي كل هذا رغبة متأججة في إخراج المغرب إلى الرأي العام السويدي كبلد منفتح.