adsense

2018/11/27 - 3:01 م


بقلم عبد الحي الرايس
تنهضُ مجتمعاتٌ وترتقي مدارجَ النماء، بسبب اعتمادها الدقة في المواعيد، وتيْسيرِهَا أسْبابَ ذلك:
فكل شيء فيها يسيرُ بإحكام، وتنشأ ناشئتها على احترام الوقت وضبطه، إلى حدِّ أن تسجيلَ أيِّ تأخير، ولو لثوانٍ يُعدُّ استثناءً، ويُوجِبُ الاعتذار.
وكُلُّ فَلَكٍ ـ كما يقال ـ يَدورُ بما فيه، فوسائلُ النقلِ تتحركُ بانتظام، وكلُّ المرافق والمصالح تلتزمُ بعقارب الساعة، وتُكِنُّ لها كلَّ الاحترام
وكُنْ مُقيماً أو زائراً فمصالحُك ستُقضَى في الحال، ولن تعرفَ التسويفَ ولا الانتظار
- وتتخلفُ أخرى حين تختارُ المرونةَ حلاًّ للتخلص من الانعكاساتِ الناجمةِ عن الاخْتلالات
فلا الساعةُ مُلائمةٌ لمجالها، ولا وسائلُ النقل تضبطُ مواقيتها، ولا المصالحُ والمرافقُ تبدأُ وتُنهي أعمالَها في إبَّانها.
ويصيرُ الانتظارُ والارتباكُ سَيِّدَ الميْدان
نَمَطُ عيْشٍ كهذا لن يُحققَ طفْرةً، ولن يبعثَ طمانينةً، ولن يُفيدَ في تنشئةِ خير الأجيال.
والعصرُ عصرُ سرعةٍ ودِقةٍ ومنافسةٍ وإحكام.
فإما رهانٌ على الأخذ بأسباب النماءِ والاستدامةِ في نَسَقها ومنظومتها المتماسكة، بكل متطلباتها الماديةِ والمعنوية.
وإما استسلامٌ لما تُمليه الاختلالاتُ الناشئةُ عن نقصٍ في التجهيزات، وارتجالٍ في اتخاذِ القرارات، دون تحسُّبٍ للنتائج والانعكاسات.
ولكل المجتمعاتِ كَبَوَاتٌ وعثرات
وخيرُ المجتمعات من واكبتْ مسيرتها بالتشخيص والتقييم، وأصرَّتْ على تجاوُز ذاتها، وتحقيقِ طفْرتها وصُنْع مصيرها بالعزم والتصميم.