adsense

2016/12/25 - 11:44 ص



بقلم الأستاذ حميد طولست


يتعرض المجتمع المغربي مند مدة غير وجيزة ، وبشكل مقلق إلى تيارات جارفة ومستمرة من مظاهر العنف الناتجة عن الأفكار الدينية الخاطئة المخالفة للدين الحنيف الذي يدعو إلى ثقافة السلم الاجتماعي والتعايش الإنساني بين أبناء البشر بغض النظر عن أديانهم أو معتقداتهم أو أجناسهم أو ألوانهم ، المظاهر التي ولّدت لدى المواطن المغربي الشعور بالحزن ، وصبغت حياته اليومية بالسوداوية ، وعٌمقت لديه مشاعر التشاؤم واليأس من إمكانية مكافحة هذه السلبيات الخطيرة ، ووضع حلول جذرية لقلع مقومات استمرارها ، وجعلته يؤمن بأنه ليس في الأفق ما يدل على انتهاء انتشارها بين شرائح واسعة من المتغطرسين والمتعالين المتمسكين باعتبارها بطولات دينية ، وانتصارات لغزوات مقدسة لأغراض خاصة ، متعارضة كليا مع ثوابت المجتمع المغربي ، ومخالفة للسياسات الرسمية للدولة المغربية والمؤسسة على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش..
السوداوية والتشاؤم التي بدد من غلوائهما بلاغ وزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات ، الذي قرر فيه فتح تحقيقات تحت إشراف النيابة العامة ، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الاحتفاء والإشادة بالحادث الإرهابي الذي أودى بحياة الدبلوماسي الروسي ، وتمجد جريمة التركي الشنعاء وإلباسها لباس الجهاد ، عبر مواقع التواصل ذات التوجه المتطرف ، وترتيب الجزاءات القانونية في حق كل من تبتت إشادته أو مساندته أو تضامنه مع الفعل الإجرامي الذي تعرض له السفير، بالواضح أو المرموز أو بأي شكل من الأشكال ، الأمر الذي أشاع لدى المواطنين روح التفاؤل والأمل في الحياة ، ولا شك أنهم سيزدادون راحة واطمئنانا -رغم كل ما يمرّون به من مصاعب -إذا عملت الوزارتان على اجتثاث خطر هدا النوع من الإرهاب الداهم وتجفيف كل منابعه المادية واللوجستكية التي يستمد منها مقومات وجوده ، وفق منهج وبرنامج "مكافحة الإرهاب وليس محاربته فقط" ، وذلك بتطبيق قانون محاربة الإرهاب بحذافيره على كل من أثبتت التحقيقات القضائية تورطه في الإشادة بالأفعال الإرهابية ، والتي تعد جريمة يعاقب عليها القانون المغربي، طبقا للفصل 2-218 من القانون الجنائي ، وألا يتسامحا مع المتورطين الجدد كما فُعل مع دعاة العنف والقتل بقطع رؤوس وتعليقها في الشوارع العامة التي أطلقها عدد من المتطرفين ومسانديهم  -أثناء الحملة الانتخابية الماضية- الذين لا يؤمنون بقيم التعددية الثقافية والفكرية ، والذين يحفل الغرب برصيد هام من خلاياهم الإرهابية المحتملة ، الذين قد يهددون أمن وسلم الوطن ويدخلونه في أتون فتنة لا تبقي ولا تذر، لا لشيء إلا لأنهم ولا يقدرون استيعاب الرأي والرأي الآخر، ولا يستطيعون التعايش مع من يخالفهم الرأي ، 
فيدعون إلى قتل كل من اختلف معهم في الرأي ، وتبنى أسلوبا مغايرا لأسلوبهم في معالجة الأمور الدينية والدنيوية ..