adsense

2016/12/21 - 10:00 م



بقلم الأستاذ حميد طولست
جرت العادة مند زمن بعيد نسبيا، أن تستقبل وسائل الإعلام بكل أنواعها كل سنة جديدة ، بسرد لحصاد أهم الأحداث ، الفنية والثقافية والاجتماعية والسياسية ، والتركيز على أبرز الشخصيات العامة التي أثرت في مجريات السنة المنتهية آجالها ، وتختار من بينهم الشخصية التي تستحق أن تتبوء مقام "شخصية العام" ، والذي تعتمد جل الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية في اختياره على طريقتين ، الأولى استفتاءات الرأي العامة ، والثانية عبر مقاييس ومعايير خاصة - يمكن أن تختلف أو تلتقي فيها الكثير من وسائل الإعلام -  تعتبرها مناسبة ، وعلى  رأسها معيار الانتشار الإعلامي وطنيا ودوليا.
 وبغض النظر عن كيفية تناول وسائل الإعلام للأحداث والشخصيات التي برزت خلال السنة ، فإنها تزخر جميعها كلما شارفت السنة على نهايتها ، بأخبار أهم الأحداث وأبرز الشخصيات العامة التي أثرت في مجتمعاتها و ساهمت في رسم ملامحها الكبرى ، والتي تحمل الصفات والفضائل والمميزات الخاصة التي تمكنها من التربع على عرش "رجل العام".
ولم تحد غالبية وسائل الإعلام المغربية الورقية منها و الالكترونية عن هذه العادة السنوية ، وسارت على درب مثيلاتها العالمية ، في اقتراح عدد من الشخصيات العامة والهيئات السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية المغربية ، التي بصمت مجرى العام بأعمالها ومواقفها لتكون "رجل العام " ، وفي مرمى فوضى الشخصيات وتشتت الأفكار حولها، أبت إلا أن تخوض هي الأخرى مغامرة هذه التجربة ، لكن وفق وحدات قياس ومعايير تقييم خاصة بها ، تخرج كلية عن الصفات المثالية أو القريبة من المثالية التي دأبت على اعتمادها جل وسائل الإعلام في انتقائها ، والمتمثلة في الرجل الأفضل والأصلح والأجمل والأكثر تضحية في خدمة لمجتمعه والأكثر توظيفا لمجهوداته لتنميته وترقية وطنه والرفع من مستوى مواطنيه ، الصفات الراقية التي وجد طاقم وكتاب ورواد جريدتنا المشاركين في عملية الانتقاء ، أنها تراجع ، مع الأسف ، في مجتمعنا وأصبحت لا تتوفر إلا في قلة قليلة من الشخصيات العامة من الذين آلوا على أنفسهم أن يكونوا في خدمة الشعب وليس العكس ، ولذلك استقر نظر طاقم الجريدة ان تجتمع في الشخصية المختارة والتي ملأت علينا عامنا هذا من بدايته إلى نهايته، وربما تستمر خلال أيام العام الجديد بكل وجوه صفاتها الثعلبية ومقالبها الذئبية ودموعها التمساحية وسمومها العقربية وحيلها النمسويّة ، وبكل ما تتشبع به نفوسها الضعيفة المتشبعة بالقيم الجديدة التي عمت المجتمع مثل الشطارة و"تاحراميات"الضغينة والحقد والكراهية والكذب والتلوّن ، وقلة المروءة  ، والتخلى عن المُثل والمبادئ العليا ، والتجرد من القيم والثوابت الأصيلة وكل مفاهيم الوطنية والمواطنة ، والتجرد من الإنسانية والتخلي على القيم الدينية والثقافية والفكرية والتنكر للسجايا التي جبل عليها الشعب المغربي الذي عاش على الثقة والعطاء والتسامح ، والثبات على المعتقد ، والاستقرار على الموقف ، إلا بمقدار الاستراتيجيات التي تمكنهم من الانقضاض على السلطة، ومصادرتها والاستفراد بها ، كوسيلة لتحقيق الوجاهة والاثراء غير المشروعين بالنهب والسلب.
الشخصية التي لا تتوانى عن الاعتداء على حقوق المواطنين للحفاظ عل ما استمرأته سلطة واستطابته من تسلطن تسيد على الشعب وتنمر على ضعافه ، واستئساد على بسطائه الذين لم يرتبط عملها قط بما ينفعهم ،
هذه بعض الصفاة والقيم التي اتفق طاقم الجريدة على وجوب توفرها في من يستحق أن يكون "رجل العام " والتي لاشك تتوفر في الكثير ممن تعرفون و تعاشرون ، من الذين يأكلون - كما يقول المثل العربي - مع معاوية إذ تكون المائدة دسمة وعامرة ، وحين تقوم الصلاة يهرعون ليؤدوها خلف علي ، وحين يشتد القتال وتشتد المواجهات يقفون على التلّ وأيديهم على جيوبهم خوفاً من ان يضيع ما جمعوه باللف والنفاق وتقلب المواقف ويقولون إذهب أنت وربك فقاتلا ها نحن هنا قاعدون"
ملاحظة ، إننا لا نقصد بتلك الشخصيى ، أي شخص بعينه ، ولكن ندعوا القراء بأن يغمضوا أعينيهم ويتخيلوا هيئة هذه الشخصية التي تعيش بيننا في كل مكان ، وإذا ما لمس أحدهم تشابها بينه وبين تلك الشخصية العامة التي ملأت علينا الدنيا هما وغما ، وأتخمت آذاننا بالكذب والنفاق للتغطية على لنواقصها ، فذلك من باب "اللي فيه الفز كيقفز" وكل عام وأنتم بخير بكل اللغات : ومبروك على رجال العام وسنة  سعيدة 2016
ASSEGGWAS IGHUDAN
С Новым годом
Bonne Année
Happy New Year
 Feliz año nuevo
مع متمنيات حميد طولست