adsense

2015/12/26 - 4:09 م


في غياب وسائل نقل مرخص لها، لمزاولة مهنة نقل الأشخاص والبضائع من قرى ودواوير تاونات، المترامية في أطراف الجبال والمسالك الوعرة والمعقدة، تبقى سيارة المرسيديس 207، أو كما تسميها الساكنة هناك المقاتلة، هي الوسيلة الوحيدة لفك العزلة عن هذه الدواويير وربطها بالعالم المحيط بها، حيث تقضي مصالحها التجارية والإدارية، كما يتاح لها الولوج إلى بعض الخدمات المنعدمة، في دواويرها مثل التطبيب والتمدرس.
207 وإن اعتبرها القانون نقلا سريا، لكنها عمليا هي النقل الشرعي، الذي يتعامل معه ويعترف به سكان المنطقة، لأنه حاضر باستمرار في الزمن والمكان المطلوبين، ولا يتخلف عن مواعيد السوق، أو الدراسة أو حتى الحلول محل سيارة الإسعاف، ينقل التجار و المتبضعين إلى الأسواق، والتلاميذ إلى مدارسهم، والبضائع بشتى أنواعها إلى وجهاتها، و في كثير من الأحيان ينقل الحوامل والمرضى إلى مستشفيات الإقليم أو الجهة.
فاعلون جمعويون بمدينة تاونات و الدواوير المجاورة لها، يطالبون بالتفاتة المتدخلين في قطاع النقل إلى هذه الظاهرة وإعطائها الأهمية التي تستحق، فلا تستقيم التنمية في غياب فك العزلة عن العالم القروي عبر ربطه بشبكة طرق قوية، وتوفير نقل في مستوى التطلعات.