adsense

2014/06/14 - 6:23 م



يتذكر مستشار صاحب الجلالة الحالي الطيب الفاسي الفهري و وزير الشؤون الخارجية و التعاون سابقا جيدا كيف إستطاع الصحافي محمد راضي الليلي أن يؤدي بنجاح مهامه الصحافية للقناة الأولى و لفائدة وطنه المغرب خاصة تلك التي كانت في إسبانيا في غضون عام 2011 حينما أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تعليماته من أجل أن يحل الفاسي الفهري بمدريد و يوجه رسائل قوية للصحافة الإسبانية عقب ما عرف بفضيحة الصور المعروضة في قنوات و وسائل إعلام إسبانية تنسب صورا إلى مخلفات أحداث أكديم ايزيك و هي لا تخص سوى جرائم في الدار البيضاء و بعض أصحابها أحياء يرزقون،و يتذكر الفاسي الفهري كيف أن الصحافي الليلي تكلف بالمهمة التي بدأت صباحا من المطار العسكري للرباط سلا في أكتوبر 2011 في رحلة خاصة وصلت في ظرف ساعة و نصف إلى مطار مدريد العسكري و منه إلى الخارجية الإسبانية حيث عقد المؤتمر الصحافي إلى جانب نظيرته الإسبانية،و مباشرة بعد تناول وجبة الغذاء غادرنا إلى الرباط ليكون الوصول في السادسة و النصف مساء و منه إلى غرفة المونتاج على أن يعرض التقرير الإخباري في الثامنة مساء لأن صاحب الجلالة ينتظر متابعة الموضوع في النشرة،كانت مدة التقرير ست دقائق و نصف و فيه وجهت رسائل قوية من المغرب لإسبانيا و تطلب الأمر ترجمة التصريحات بالإسبانية و قراءتها بشكل جد متفاعل و هو ما إستدعى من العرايشي الإشراف هاتفيا على الأمر عبر مدير الأخبار آنذاك محمد أوباها،بعد هذا الجهد كانت المفاجأة لم أحصل سوى على 1300 درهم كتعويض عن مصاريف هذه الرحلة المتعبة و الشاقة من حيث حجم التوتر الذي صاحبها لأنها مهمة وطنية و مصيرية و لا يكلف بها أيا كان،و يتذكر أيضا الطيب الفاسي الفهري لاحقا من جعل مهمته ناجحة إلى بنغازي في غشت من عام 2011 مباشرة بعد سقوط طرابلس و نهاية نظام القذافي حينما تلقى تعليمات ملكية بالسفر صباحا إلى ليبيا في عز المعارك العسكرية بين ثوار الثاني و العشرين من فبراير و بين فلول نظام القذافي،طلب الفاسي الفهري من صديقه العرايشي إنتداب الصحافي الليلي للمهمة و نزل الأمر كالصاعقة على المرأة الحديدية في القناة الأولى فاطمة البارودي لأنها تعمدت منذ2011 تغييب الليلي عن قائمة المكلفين بالمهمات الوطنية و الدولية،سافرت أنا و الزميل عبد الهادي السكيوي من دون تعويضات السفر و كان يوم الرحلة في شهر رمضان،غادرنا في رحلة خاصة من المطار العسكري للرباط حوالي الساعة الحادية عشرة و النصف صباحا و نحن صيام و تفاجئ زميلي بربان الطائرة يقول متسائلا: فين أهوا سيادة الوزير راه غادي نمشيو في أيد الله؟كانت هذه العبارة كافية لزرع التوجس مع إستمرار حلف الناتو في حظر الطيران فوق الأجواء الليبية و لا يمكن أن تنطلق الرحلة من دون إذن من حلف الناتو،غادرت الطائرة المغربية الخاصة الرباط نحو بنغازي مرورا بروما للتزود بالوقود و لم يكن الوصول متاحا سوى بعيد الإفطار بتوقيت بنغازي بدقائق حينما تسلمنا تمرا و الطائرة تستعد للهبوط،كنت و زملائي من القناة الأولى و الثانية أول المغادرين للطائرة في مطار بنغازي حيث المسلحون في كل مكان،إلتقطنا صورا لمغادرة الفاسي الفهري للطائرة و التعزيزات الأمنية المصاحبة لذلك نحو القاعة الشرفية و أولى المحادثات مع أحد أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي الليبي الذي تصيدت منه في لحظة دقيقة و في اللحظات الأولى لوصولنا إلى بنغازي تصريحا يقول فيه : سنطرد شرذمة البوليساريو،التصريح كان قنبلة إستعملتها إعلاميا القناة الأولى و قناة العيون الجهوية بعد عودتنا إلى المغرب للتعبير عن تغير الموقف الليبي من قضية الصحراء المغربية،بعيد أقل من نصف ساعة غاردنا جميعا إلى مدينة بنغازي البعيدة من المطار بحوالي عشرين كلمترا،و إمتطينا في هذه المسافة سيارة المكلف بأمن القافلة مصحوبا بعقيد المخابرات العسكرية المغربية في بنغازي،القافلة ضمت نحو عشرين سيارة كانت تتوسطها سيارة الفاسي الفهري المميزة لأنها من نوع هامر المضاد للرصاص،وصلنا إلى أحد الفنادق و شرع الجميع في الإفطار بنكهة ليبية مختلفة تماما عن الإفطار المغربي،خلال ذلك لم تمنعني مهنيتي من الحصول على مزيد من التصريحات التلفزية لفائدة الأولى،بداية مع مفجر الثورة الليبيبة فتحي تربل،و ثانيا مع أحد أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي الناطق بالأمازيغية لأجل إستغلاله في نشراتنا الناطقة بالأمازيغية و ثالثا مع أعضاء آخرين،بعد نهاية الافطار الذي كان من المفترض أن يحضره رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل لكن تعذر عليه الأمر لوجوده في قطر غادرنا إلى إقامتنا الفندقية تاركين سيادة الوزير يكمل مهمته مع مستشاريه و أعضاء السفارة في ليبيا،انتقلنا بعد صلاة العشاء رفقة سائق للسفارة المغربية إلى ساحات الإحتفال بالثورة الليبية وسط بنغازي حيث كان الجميع يلهو باستعمال السلاح الكلاشينكوف و الدو سات و كل الأنواع المتوفرة،و لطالما تردد زميلي توجسا في إلتقاط بعض المشاهد القريبة لأن المشهد ناذر الحدوث بالنسبة لتجربتنا المهنية،وسط الآلاف الليبيين كان التساؤل : من أنتم؟على غرار السؤال الشهير للقذافي،كنا نجيب نحن التلفزة المغربية،بإندهاش يتلقون الإجابة لأن القناة الأولى كانت التلفزة الوطنية الوحيدة التي إحتفلت مع الثوار بفرحتهم ليلة بعد سقوط طرابلس و لأن الفاسي الفهري كان الوزير العربي الوحيد الذي قضى ليلته في بنغازي في ظل الوضع الأمني المتوتر و تلكم كانت مغامرة و هو ما أشرت إليه في المراسلة لاحقا،لم ينته دوامنا سوى قبل السحور بنحو ساعتين خلدنا بعدها للراحة على أن نشرع غدا في تغطية ثاني أيام الزيارة الذي سيكون متعبا كذلك.
في التاسعة صباحا بدأنا العمل في أحد فنادق بنغازي،مباحثات ثنائية بين الفاسي الفهري و رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي تلتها ندوة صحافية مشتركة حضرتها عشرات وسائل الإعلام المحلية و الوطنية و العربية و الدولية إستفردنا على أثرها بتصريح خاص لمصطفى عبد الجليل أثنى فيه على هذه الخطوة الملكية ليتوجه الجميع إلى مطار بنغازي عند الحادية عشرة صباحا أي بعد ساعتين من العمل لتحلق الطائرة نحو الرباط مرورا بروما،وصلنا إلى المغرب في الرابعة و النصف بعد الزوال و نحن في وضعية صيام،غادر زميلي إلى منزله و غادرت نحو غرفة المونتاج لأن القناة الأولى مطالبة بعرض التقرير في نشرة التاسعة من اليوم نفسه،وفقت في ذلك و وصلت إلى منزلي قبل خمس دقائق من موعد الإفطار عقب يومين متعبين و في شهرالصيام،مباشرة بعد عرض التقرير في النشرة تلقت فاطمة البارودي تهنئة من جهات عليا و هاتفتني بدورها لشكري على التغطية،أعلم أنها لم تكن ستفعل ذلك لولا أنها أمرت بذلك،قالت لي حرفيا :تبارك الله عليك المراسلة ممتازة و يمكن تكون نموذج فالتغطيات.
في صباح الموالي إتصل بي أحد الأصدقاء من الإدارة ليخبرني أن فاطمة البارودي عوض أن تجعل قيمة التعويض عن المهمة 2600 درهم قامت بجعل المبلغ 1300 درهم أي بمعدل 650 درهم لليوم الواحد،هاتفتها مباشرة متسائلا عن السبب ليصدمني الجواب : أنت مالك ديما كاتقلب على الإستثناء؟أجبتها عن أي إستثناء تتحدثين؟ أنا فقط أطالب بحقي القانوني في التعويض عن المهمة،فجاء جوابها صادما أيضا : أسيدي أنت مشيت على حساب الخارجية أي تكلفات بالنفقات ديالك،أجبتها :أنا مشيت فرمضان و لبلاد فيها الحرب و بت خدام وسط القرطاس و جبت تصريح من المجلس الوطني الليبي يخص القضية الوطنية ماعندو ثمن و دابا هذا هو الجزاء،و أنا دابا غادي نمشي لعند العرايشي نأخذ حقي،فجاء الجواب صادما مرة أخرى : فوت العرايشي من لهيه و هنا تقصد المديرة المحترمة جدا صاحب الجلالة،مباشرة بعد هذه المحادثة تدخل المدير الإداري و المالي للشركة محمد الحضوري و أنهى المشكلة و حصلت على التعويض الهزيل عن المهمة و بدأت اطرح أسئلة كيف لا تعوض قناة صحافييها على مثل هذه المهام الخطيرة على حياتهم؟ أين موقعنا في القناة الأولى من زملاء المهنة عبر العالم ؟ و هل بهذه السلوكات يمكن أن نصنع إعلاما محترفا؟ لا تنتظروا الأجوبة لأني تلقيت أحدها في اليوم الموالي من مديرة الأخبار في هيئة التحرير و أمام الملأ : شوف أنا راه مسالية قبي،هذه الإجابة جاءت تعقيبا على الخلاف حول تعويض المهمة.


لا تستغربوا فإن كثيرا من أمثال هذه الوقائع لا يجرؤ أحد من الزملاء على الحديث عنها و لكن سأزودكم ببعض منها قريبا،فإنتظروا الواقعة التالية : كيف يتحدى فيصل العرايشي مستشار صاحب الجلالة الطيب الفاسي الفهري في واقعة الرفع من راتب الصحافي محمد راضي الليلي.