adsense

2021/08/06 - 7:02 م

بقلم الاستاذة امال السقاط الضخامة

لا غرو ان  فيروس الجهل اشد شراسة من كل أنواع الفيروسات الاخرى مهما بلغت خطورتها، لان لكل داء دواء  هكذا علمتنا الحياة ، الا الجهل، فهو جور ، وهول  ،ولغي.

 جور على النفس ،وهول مسير ومسار ومصير  ،و لغي تواجد و والغاء حياة بوجود.

وامام هول الصدمات  المتكررة البارزة عن افتقاد القدوة الحسنة  او حتى التربية المتوازنة المتكاملة سواء داخل الأسرة   أو خارجها ، تتساءل و بمرارة،وبشكل مشروع ، امام  مابتنا نسمعه اونشهده من بعض شبابنا للاسف الشديد، نظرا لافتقادهم البوصلة المساعده لهم على تحديد  وجهتهم  المعينة،او اتجاههم الهادف عله   يؤهلم  الى الوصول حيث الهدف المنشود،اوالاتجاه المقصود ،او حتى  الانصهار ضمن المجتمع بكل إيجابية وثقة وحب انتماء ووفاء ، انبتاقا من تربية نافعة ، واعتماداعلى رؤية واضحة،وقناعة راسخة،ودراية مريحة ،ومعرفة مربحة، و عملة اخلاق راقية  وقيم سامية ومبادئ بانية،ل

كن وامام شبه غياب أسرة حاضنة ومتوازنة،حيث  هي ،منبع ارتواء،ومنهل اقتداء،ومقر انتماء، ونواةرعاية وتربية لابنائها واحتوائهم بما يكفيهم ويشبع احتياجاتهم من العناية والمحبة والاهتمام و حسن الفهم مع الاحترام المتبادل  ثم التشجيع والتحفيز والحب اللامشروط،حتى يتمكنوا من بناء شخصيتهم المتكاملة و بالشكل المرغوب والمطلوب ،حيث  يتمكنون من اكتساب اكثر فاكثر ،مما يؤهلهم  الى  مواكبة الانفتاحات  ومستجداتها بالعالم  ،بكل إيجابية ورغبة اطلاع، و معرفةوشغف علم وبحث ، وحب للحياة رغم صعوباتها احيانا إن لم اقل غالبا ،لانهم  يتعلمون معنى الحياة  كرسالة وكمهمة،وكامانة ومسؤولية مقدسة هي على  عاتقهم،فيعيشون  حينئذ لذة التحدي ،ويستعذبون نشوة الوصول وطعم الفوز و نكهة النصر   بكل توفيق ونجاح ،الامر الذي يعزز ثقتهم بانفسهم، فيحترمون  ذاتهم و يمجدون وجودهم ويقدسون رسالتهم في الحياة مدركين  اهميتها مضيفين

 اليها مثرين  خبراتهم  ،فيقوون  علاقاتهم  بالآخرين في احترام متبادل، ثم يصعدون سلم النجاح والتوفق رويدا رويدا  ،مدركين قدراتهم و ممكناتهم ، مبرزين كفاءاتهم،موظفين  مهاراتهم  العلمية والمعرفية و الذكائية في الوقت المناسب للاستثمار الانجع والانسب،حيث خبرتهم المعرفية تهندس بوعي  متمكن فترسم وتبصم،ومعرفتهم  للحياة وبالناس تزدهر ،تتقوى وتلتحم.،لكن وامام ما بتنا نرى اونسمع عن ما يصدر من بعض  (الشباب ) للاسف الشديد وحيث لا ينفع الاسف ،اقل ما يمكن ان نقول عنهم انهم  شباب تائه،تافه،و جاهل بنفسه ولذاته ولهدفه فكيف بغايته؟!؟ ليس  يهتم الا بقشور الامور واتفهها وأستغفر الله ان قلت : لربما. لا جدوى قد ترجى منهم، بعد ان وصلوا الى سن معين، وهم على حالهم  من التيه والضياع والجهل الظالم المظلم،وهنا نسأل ونتساءل، عن الكيفية او المنهجية التي على كل  المسؤولين نهجها لتدارك  مخاطر هذا الفردوس اللعين المقيت ،.فيروس  الجهل الفتاك بصاحبه، بل بأسرته و لا قدر الله حتى  بمجتمعه،والذي بدأت  تظهر بعض عواقبه المشينة، لاسيما عندما يصل الامر الى قتل الابن الشاب لأمه ،وفصل راسها عن بقية جسدها غدرا وهي نائمة،فعن اي بناء نتحدث اذن ،اذا ما  تجاهلنا بادئ ذي بدء  بناء الانسان  قبل اي شيء اخر،ما الفائدة من بناء جسور اوصروح اوحضارة حتى ،والانسان يجهل  ابجدياتها الاولى،عن اي حضور اورقي يجوز لنا أن  نتكلم اذا غاب اوغيب الانسان بكل قيمه الانسانية الراقية النبيلة البانية لكل الحضارات والامجاد العظيمة الشامخة؟

 فمن الاجدر  بالبناء ،اليس هو

الانسان،ثم الانسان ،ثم الانسان اولا واخيرا ؟،اجل ،لان الانسان هو اعظم طاقة واجلها وانفعها وارقاها ،بل واثمرها لحياة خصبة ومنتجة متوجهة بنور العقل،وسلطان العلم،وحلم المعرفة،ونعمة الحكمة و فضل رحمتها  على العباد والبلاد في الوجود، كيف لا وقد جعل الله بجلال قدرته وسلطان جبروته   ،جل جلاله وعظم شأنه

الإنسان خليفة له ،في ارضه ،و قد سخر له كل مافي هذا الوجود حتى يقوم بمهمته كما امره، و يؤدي رسالته بما ذكره في كتابه المبين القران العظيم،كل   ذلك بتامل وبعد تفكير و حسن تدبر و بمسؤولية وامانة،وكل  ذلك ايضا ، يكون في اعتدال دون افراط اوتفريط وقد كرمه واكرمه بنور العقل كاقدس ما خلق الله جل جلاله وعلا شأنه وعظم سلطانه بهذا الوجود، عله يذكر، ونفسه يذكر،ويعتبر و مسيره في اطمئنان   يعبر ،  و  على سفينة الحياة بالوعي و جودة الادراك الى شط السلم والأمان وحيث  يستقر، يعمر ويثمر ثم يزدهر.

فالجهل المقيت إذن، ليس هو جهل القراءة والكتابة ،بل هو ان يجهل الانسان سبب وجوده على كوكب الارض،ورسالته فيها وهدفه منها،

جهله بحقوقه وجهله للآخر واقصاؤه  ثم اغتصابه لحقوقه ظلما وجورا،الجهل هوالدمار الشامل لكل القيم او المبادئ او الحضارات الانسانيه المجيدةتلك!

فمتى نؤسس لنهضة وعي توقظ شباب شعوبنا من سباتهم العميق العقيم ،فتزيح عن اعينهم عتمة طلاسم شيطان رجيم، وعن عقولهم

ظلام  ليل دامس ذميم؟ليتحرروا من قيود الجهل بعد ان  شلت قدراتهم،واستلبت عقولهم،وحرفت بوصلتهم الى اتجاه  الالتباس واللاقيم،واللااخلاق واللامبادئ،والى اتجاه اللايقين حيث مطارة الشبح المجهول.....!

لهذا وغيره يبقى السؤال الملح وبشكل مشروع  لكل المسؤولين،_ودون استثناء،فكلنا راع وكلنا مسؤول،_ عن  الكيفية التي ستواجه بها  هذه  الفئة التي تعاني ما تعانيه  من  ثالوث الجهل،والفقر ،والمرض،حتى نحافظ على توازن حقيقي وناجع ينجينا عواقب اضرارا  نحن  في غنى عنها لا محالة بعد ان  باتت تهدد  كيان الاسرة  ،وتنخر نواة المجتمع ،نظرا لافتقادها لاهم مقومات الحياة المتوازنة الا وهي التربيةالمتوازنة ثم التربيةالمتكاملة،ثم التربة الصالحة النافعة الناجعة .

فهل نحن قادرون على  ان نربح هذا الرهان  ،بحسن تقييم ونجاعة تقويم، بخلق  التكافؤ  الحقيقي  والعادل مع كل فئات المجتمع،حتى يبرز  طاقاته الإبداعية  الكفأة ومهاراته  المتعددةوبكل تنوعاتها الثرية والغنية المجدة والمجتهدة الساعية دوما  و ابدا الى التقدم بالبلاد والعباد الى الازدهار العلمي  والادبي  والثقافي والصناعي والتكنولوجي والذكائي الاصطناعي النافع الناجع  بمغربنا الحبيب الذي نعشقه،مغرب الخير والنور و المحبة والتعايش والسلام.