adsense

2021/08/10 - 12:31 ص

بقلم عبد الحي الرايس

بُناةُ الوطَن، مَعْقِدُ الأمَل، تُراهِنُ عليهم الأُمَم، في كل تَحَوُّلٍ يُرْتَقَب، لا تأتي بهم الصُّدَف، ولكنْ تُفْرِزُهم النُّخَب.

وما النُّخَبُ إلا نِتَاجُ الأحزاب والمعاهد والأُسَر

تزْرعُ الأسرُ في النشْءِ بُذور حب الوطن، ثم تُسْلِمُها إلى المعاهد تتعهدها بالعلم وسامي القِيَم، فإذا أيْنعت وصار لها حضورٌ وعطاءٌ وَمِهَن، تلقفتها الأحزاب كمدارسَ كُبرى تُعلِّمُ النضالَ وتؤهِّلُ لممارسة التدبير في مُختلِف المواقع والرُّتَب.

وقد آن أوانُ تجاوُز ظاهرة المقرات المغلقة إلى حين حلول موعد الانتخابات المُعْلَنة، وبات على الأحزاب أن تُعمِّق حِسَّ الانتماء للوطن، وتتولى عبْر مسيرتها إعداد الشباب لممارسة السياسة بوعيٍ والتزام وبُعْدِ نَظَر.

وعالَم اليوم مَلِيءٌ بالتحديات، وسريع التحوُّلات، فبالأمس غيْرِ البعيد كان انبجاسُ النفط والغاز يُعتبَرُ مَكْسَباً يُدِرُّ الخيرات ويُنمِّي الثروات، فإذا به اليوم يُعَدُّ مصدرَ تلويث وانبعاثات، إلى حدِّ أن دولة كبرى أعلنتْ تعطيلَ زَمَن البحث عنه، وتعويضه بِمُتجدِّد الطاقات، وقمة الوعي سُجِّلَتْ لدى دول إسكندنافية في شمال الأرض زهدت في النفط كثروة باطنية تمتلكها، مُؤْثِرَةً عليها أخرى نظيفة متجددة تنتجها، وقِسْ على ذلك كثيراً من التوجُّهات التي صارت تسعى جاهدة لإحلال الدراجة محل السيارة، وتوشيح الاقتصاد والنقل والمعمار وغيرها بالاخضرار، أخْذاً بمبدإ الاستدامة في التنمية والمدينة، وكل ما يَمُتُّ إليهما من مجالٍ بِصِلَةٍ.

كل ذلك يُدْنِي شأن من دأبوا على تسلق المواقع بِنَدِيِّ العطاءات، والإمطار بمعسول الوعود، وسخيِّ الأمنيات، ويُعْلِي قدْرَ من أنجزوا خير الدراسات، وأعدوا البرامج لتذليل الصعوبات، وتعزيز المكتسبات، وشحذوا العزائمَ وعبأوا الإرادات لطي المسافات، وتحقيق المعجزات، للوصول بالوطن إلى أقصى الغايات.