adsense

2021/08/19 - 7:11 م

بقلم عبد الغني فرحتي

في الوقت التي انشغل فيه الجزائريون في منطقة القبايل بإحصاء الضحايا والخسائر الكبيرة التي خلفتها الحرائق المحزنة وما تلاها من أحداث أليمة، راح الممسكون بمفاتيح قصر المرادية يروجون بأن استخباراتهم وأبحاثهم، كشفت أن المغرب هو من دبر الحرائق ومن كان وراء استشهاد الشاب إسماعيل. وربما تكون تحرياتهم قد كشفت أيضا عن مسؤولية الجار في الحرائق التي تشهدها الكثير من بقاع العالم، من استراليا إلى تركيا إلى أمريكا ومؤخرا فرنسا وغدا في المريخ !!!

اتهامات لا يصدقها عاقل ولم يبال بها أحد. وربما احتراما لذكاء الناس وخاصة أشقائنا بالجزائر، تجاهلتها الدبلوماسية المغربية ولم توليها أي اعتبار. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي أسباب هذا السعار؟ ولماذا "يجتهد" الماسكون بزمام الأمور هناك، دون كلل ولا ملل ، في الإصرار على المس بسمعة المغرب؟ ما الذي جعل سقف هذه الاتهامات يرتفع حتى بلغ هذا الحد من التفاهة والخبل؟

لعل من أبرز هذه الأسباب، المحاولة اليائسة لصرف الشعب الجزائري عن طرح السؤال المؤرق الذي يفرضه واقع الحال: كيف تصرف الأموال الطائلة جدا من أجل التسلح وعلى مدى عقود من الزمن، في الوقت الذي لا تملك الدولة الجارة ولو طائرة واحدة متخصصة في مواجهة الحرائق؟ 

  من الأسباب أيضا، السعي اليائس للرد على الاختراق الاستخباراتي الذي حققه المغرب، حين كشف للعالم الطريقة المافيوزية التي دخل بها "ابن بطوش" الأراضي الإسبانية.

أضف إلى ذلك، محاولة التخلص من الحرج الكبير الذي وجد مسؤولو الجزائر أنفسهم والعالم يتابع اليد الممدودة نحو الجار التي عبر عنها العاهل المغربي في خطاب العرش الأخير، من أجل طي صفحات الماضي والانطلاق سويا من أجل بناء المستقبل وتحقيق مصلحة الشعبين المغربي والجزائري. فكما جاء في الخطاب السامي:" فالمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان".

 إننا نشعر بالأسف والاشمئزاز أمام هذا الدور القذر الذي يراد للإعلام الجزائري الرسمي أن يلعبه: اتهامات مجانية، حقائق مغلوطة، أصوات مأجورة غدت مبعثا للسخرية والهزل. وإذا كنا نعلم أن هذا الإعلام يتحكم فيها الماسكون بمفاتيح قصر المرادية ومن خلفهم من الجنرالات، وإذا كنا نعلم معدل السن المرتفع جدا لديهم، وإذا كنا نلحظ هذه التفاهات التي تعبر عنها مواقفهم، أدركنا ان الذي يتحكم في الحقيقة والواقع، في تسيير شؤون البلد هناك هو عنصر واحد ووحيد، إنه الزهايمر !!!

   رغم كل شيء، سنظل دوما متيقنين أن سحابة الفرقة ستزول حتما، وأن هذه اليد الممدودة إلى الأشقاء ستجد قريبا التجاوب المطلوب والتفاعل المثمر بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين. إلى ذلك الحين، نردد مع الفنانة نعيمة سميح:

" وزعما يا جاري

 راك عارف فاهم قاري

 أش هاذ الغلط يالخاوة

 راجع الحساب "