adsense

2020/09/08 - 1:15 ص


بقلم عبدالحي الرايس

لَوْ أن كلَّ رَبَّيْ بَيْتٍ سارا على درْب إصلاح الذات، وتَعَهـُّدِ الأبناء، بِحُسْن التنشئة وسَوِيِّ الإعداد، لكان للتربية الوالديةِ في بناءِ المُجتمع خيرُ إسْهَام.

لو أن المربين في المدرسة تَوفَّرَتْ لهم الأسباب، فاسْتشْعروا سُمُوَّ الرسالة، واسْتوعبُوا دَوْرَ القدوة ، وسهروا على استكمال تربية النشء، وتصحيح مساره، لأرْسَوْا أساسَ مُجتمع ناهضٍ سليم.

لو أن الإعلام في بلدٍ وَعَى دوره في تهذيب الأخلاق، وتقويم اللسان، وتنشيط الخيال، واستثارة الذكاء، وتحميس الأجيال لبناء الأوطان، لكان له دَوْرٌ أيُّ دَور، وشأنٌ أيُّ شان.

لو أن أصحابَ الصنائع والمِهَن أتقنوا أعمالهم، وجَوَّدُوا منتوجهم، وطوروا أداءهم، لكان كلٌّ منهم في مجاله مَوْضعَ ثقة، وفارسَ الميدان.

لو أن الحاكمين صَدَرُوا عن نُكْران الذات، وآثرُوا الصالحَ العامَّ على الخاص، وجعلوا وُكْدَهُم وغايتَهم بناءَ الأوطان، وتأهيلَ الإنسان، لأعطوا النموذجَ والمثال، ولَكانوا خيْرَ نِبْرَاس.

لو أن مُمثلي الشعب عكسُوا نبْضَهُ،وتواجَدُوا مع انشغالاته، وعملوا على الارتقاء به، وتحقيق طموحاته، وجَلْبِ النفع له، لاَنْتَزعُوا ثقته، ولكانوا له خيرَ سَنَدٍ وظهير.

ولو أن كلَّ من تَحَلَّى بالإيمان، تَطَهَّر من الآثام، وعَقَدَ العزمَ على صفاءِ الطويةٍ والإخلاص، والزُّهْدِ في المغانم والأطماع، لاَسْتعادتِ الأمة ما وَسَّمَهَا به الرحمن: "كنتم خيرَ أمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس".

ولعل خيرَ ما يُستنارُ به في هذا السياق، قولُه تعالى: "من المومنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بَدَّلوا تبْديلا"

وقوله عزَّ من قائل:"فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم"

وصفوة القول: لو أن كلاًّ في مجاله، أصلح حاله، وسعى إلى تطوير أدائه، استرخص ذاته، وانخرط في مسلسل الإصلاح، لعرفنا المجتمعَ الناهض، ولَرَبِحْنا رِهَانَ النماء.