adsense

2019/02/03 - 12:59 م

انطلقت يوم أمس السبت 02 فبراير، بفندق أفريكا بشارع بورقيبة بالجمهورية التونسية الشقيقة، فعاليات الندوة الدولية، التي ينظمها المرصد الدولي للإعلام و حقوق الإنسان، بتعاون مع فرع المرصد بتونس تحت عنوان: "دور الهيئات الحقوقية والمجتمع المدني في توطيد علاقات الشعوب المغاربية"، والتي تتواصل على مدى يومين.
وقد افتتح أشغال هذه الندوة السيد والي تونس الشاذلي بوعلاق، بحضور ممثل الوزير لدى رئاسة الحكومة التونسية، المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية وحقوق الانسان، وإسماعيل نيماغا عميد الديبلوماسيين العرب والافارقة بتونس، وإيمان بالهادي المديرة العامة للمرصد الوطني للشباب وممثلة وزير شؤون الشباب والرياضة، وعدد من الشخصيات والهيئات الحقوقية، ووفود شبابية من المغرب العربي، وعدة منابرإعلامية.
وقد صبت تدخلات لكل من رئيس المرصد السيد نورالدين ذاكر، وسعيد أوباها مدير المرصد، ومحمد جراف رئيس اللجنة المركزية للمرصد ورؤساء الفروع المغاربيين في القضايا التي تهم شعوب المنطقة المغاربية، حيث سجلوا اعتزازهم بالانتماء للمغرب العربي الكبير، كما بعثوا برسائل لكل من يهمه الأمر من أجل توحيد الجهود، و تغليب المصلحة العامة لاتحاد المغرب العربي على المصلحة الخاصة لكل بلد على حدة، خاصة و أن بلدان شمال إفريقيا المكونة لاتحاد المغرب العربي تزهر بامكانيات طبيعية، وجيوستراتيجية مهمة، ويكفي فقط التكتل واختيار نماذج اقتصادية مناسبة لاستغلال هذه الإمكانيات، من أجل إقلاع اقتصادي سريع وفعال، كما حدث في عدة بلدان أسيوية و أوروبية.
وعلى هامش هذه الندوة، التي من المرتقب أن تخرج بتوصيات هامة لفائدة الشعوب المغاربية، ستطرح قضايا للنقاش منها:  " كرنولوجيا الحدث المغاربي" و"الاتحاد المغاربي: الواقع والافاق والانعكاسات الإيجابية لتحقيق الوحدة المغاربية".
نص كلمة رئيس المرصد السيد نورالدين ذاكر عند افتتاح الندوة:

بسم الله الرحمان الرحيم و صل اللهم على سيدنا محمد الرسول الكريم و على آله و صحبه الكرام الطيبين.
يقول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه العزيز ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ...) صدق الله العظيم.
و في حديث اورده الإمام النووي في باب تعظيم حرمات المسلمين و بيان حقوقهم، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله (ص) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
اما بعد :
معالي السادة الوزراء و معالي السادة السفراء و السيدات و السادة رؤساء مكاتب المرصد الدولي للاعلام و حقوق الانسان بالدول الشقيقة و الصديقة الحضور الكريم نرحب بكم جميعا، و انه لمن دواعي سروري أن نلتقي مجددا بدولة تونس الشقيقة لمناقشة موضوع مهم طرحته الحتمية و الضرورة الا و هو وحدة المغرب العربي و دور المجتمع المدني في تحقيقها.
ان المرصد الدولي للاعلام و حقوق الانسان كهياة حقوقية،تمثل المجتمع المدني و الذي يعتبر ركيزة أساسية تتطلبها الديموقراطية، فهو لايسعى للوصول إلى السلطة و إنما يقوم بدور سياسي يتعلق بتنمية ثقافة الحقوق و ثقافة المشاركة الفعلية بما يدعم قيم التحول الديمقراطي الحقيقي و تقييم المحاسبة و المساءلة و على القادة القيمون إدراك ذلك.
ان المجتمع المدني يؤدي دورا كبيرا في إكساب الفرد خبرة الممارسة الديموقراطية حيث يشارك في الانتخابات و يساهم في كافة الشؤون السياسية و يسهم في ارتقاء الوعي السياسي و الاجتماعي و إعلاء أهمية تنظيم الجهود الذاتية و المبادرات التطوعية في صياغة تنظيمية لمفهوم المواطنة الحقة و كل مايترتب عنها من حقوق أساسية تضمن لهم المشاركة الجادة في صنع القرار.
و إذ نجتمع اليوم، نحن رؤساء المكاتب المغاربية خاصة و رؤساء باقي المكاتب عبر العالم و كلنا أمل و عزم في تحقيق حلم كبير الا و هو الوحدة المغاربية.
ان الدول المغاربية الخمسة ( تونس- ليبيا- الجزائر- المغرب- موريتنيا ) لديها امكانيات و ثروات هائلة و مؤهلات جغرافية و بشرية تمكنها من اللحاق بقطار التنمية السريع و التخلص من مشاكلها الاقتصادية و الأمنية و توفير العيش الكريم لشعوبها.
ان المغرب العربي توحده إرادة شعوبه في السلام و الإخاء و توحده جغرافيته الممتدة على طول الساحل المتوسطي من شمال افريقيا و توحده لغته العربية ( لغة القران) و يوحده دينه الاسلام دين إخاء و سلام و يوحده التاريخ الذي يشهد عليه.
ان التحولات السياسية الراهنة و المتغيرات الدولية و التهديدات الإرهابية و التكتلات الدولية كلها عوامل تجعل الوحدة المغاربية ضرورة قصوى يحتمها الوضع الاقتصادي المتردي و التهديدات الأمنية الخطيرة و التي قد تعصف بالمنطقة برمتها.
نحن نطالب من هذا المنبر رؤساء و قادة شعوبنا إعادة النظر في سياساتهم و تجديد الرؤى و نهج سياسة الحوار و تقريب الفجوة لتحقيق الوحدة و السلام و توفير الأمن و العيش الكريم لكافة الشعوب المغاربية.
لقد اخترت أن اختتم كلمتي الافتتاحية ببعض المقاطع الشعرية من النشيد الوطني للاتحاد المغاربي من كتابة محمد ابراهيم السائحي:
حلم جدي حلم امي و ابي
حلم من ماتوا و حلم الحقب
فانشروا رايته خفاقة
و ارفعوها فوق هام السحب.
و اهتفوا يحيا اتحاد المغرب العربي.
و السلام عليكم و رحمة الله