adsense

2019/02/03 - 2:01 م

بقلم عبد الحي الرايس
تتلاحق الكوارث ببلادنا مُخلِّفة مآسيَ وضحايا تتنوعُ أسْبابُها، وتتعددُ خسائرُها ومُخلَّفاتُها بين قتْلى في حادثِ قطار، وصَرْعَى عند انْهيار جدار، وغرقى في عُمْق البحار، ومُتجمِّدين بسُفوحِ الجبال، ومُصابين في تهاوي الْبُنْيان.
ويأتي التعليقُ مُجْمِلاً أن الكوارثَ تقعُ هنا مِثْلمَا تحدثُ هناك، فكلنا في الكوارثِ سواء ولكنْ شتان بين الحاليْن هناك : حيث التجهيزات متوفرة، والمعايير واضحة، والأخطاء نادرة ورغم أن الأنواء قد تاتي عاتية، والزلازل قد تكون ضاربة، فالخسائر معدودة، والإغاثة فورية، والترميمات متسارعة، وتدابير الوقاية محكمة، ووسائل التدخل جد متطورة.
أمَّا هنا: فالفتورُ والإرجاءُ سَيِّدُ الميْدان، وعندما تقعُ الفواجع ياتي التدخلُ بالْمُتاح من الوسائل ، ويكون التنافسُ كُلُّ التنافس في تقديم العزاء، وتطْييبِ الْخَواطِر، ثم يصيرُ كُلُّ شيْءٍ بالْبَال، ليستقر الانتظارُ والإهمال، إلى أن يَجِدَّ جديدٌ من الحوادث والأهوال، فتتجدد المواساة ويتكرر العزاء.
فهلا كانت الصَّحْوة لتفادي العثرات، وتداركِ الأزمات، ومُعالجةِ الاختلالات، فيكون التحسُّبُ لتهاوي بُنْيَان، وتساقُطِ أشجارٍ وجُدْران، ويكونُ الإسْراعُ بصيانة سُدودٍ وتنقيةِ أنهار، وتحريرِ أرصفة، وإيواءِ مُتشردين، وتشْغيلِ عاطلين .
الأوطانُ تُبنَى برُؤية وعزم وتعبئةٍ وإيمان والسياسة تدبيرٌ وتضحيةٌ واستقامةٌ والتزام.
الراغبون في حرق المراحل وطيِّ المسافات ينطلقون من حيث انتهى الآخرون، ويُعْمِلُونَ الفكر والإبداع.
والزاهدون في مواجهة التحديات، يَفْتُرُونَ عن التضحيات، يستكينون للأمر الواقع، ويتفادوْن المشاكل.