adsense

2019/02/06 - 11:01 م

ان يترك طفل لا يتعدى عمره 12 سنة رسالة يخبر من خلالها درجة اليأس والبؤس الذي وصل إليه بسبب معاملة زوجة الأب القاسية القلب، فهذا فظيع والأفظع منه أن يقدم على توديع الحياة الدنيا مشنوقا بحزام ويوصي ان يدفن بجانب أمه التي اشتاق إلى حضنها، وكأن لسان حاله يقول : آه لو بقيت أمي بجانبي ما كنت لأصل إلى ما وصلت إليه.
كل ساكنة حي النواول بالمرينيين الحي الشعبي بفاس يشهدون بحسن سلوك هذا الطفل، ويقرون بقساوة قلب المرأة التي اختارها أبوه زوجة بعد وفاة الأم، حيث تقوم بضربه وتعنيفه، وتصل إلى أقصى درجات التعذيب حيث يلاحظ آثار الكي على مناطق مختلفة من جيده الغض، بالإضافة إلى التجويع وعزله في غرفة فوق السطح، الحياة فيها أقرب إلى حياة السجون منها إلى حياة طفل كان من الممكن أن تكون حياته مليئة بالمرح واللهو واللعب.
هذا ولم نستفق من هول هذه الصدمة حتى علمنا بإقدام شيخ في عقده الثامن على الانتحار بحي  زواغة  بفاس، وتقول الأخبار الواردة من المنطقة أن الشيخ أقدم على هذا الفعل بعد أن علم بأن أبناءه قاموا برفع دعوى قضائية ضده.
في يوم واحد حصد الانتحار نفسين كل له دوافعه وأسبابه، ولم تفرق هذه الوسيلة بين طفل في الثانية عشرة من عمره، وبين شيخ بلغ من العمر عتيا.
يشار إلى أنه تم توقيف زوجة الأب، حيث سيتم الاستماع إليها في محضر رسمي وذلك للكشف عن ملابسات التهم التي تواجهها من الجيران، الذين أكدوا على أنها كانت تعنف الهالك، وتعذبه بأبشع الطرق، الشيء الذي جعله يضع حدا لحياته شنقا.