adsense

2023/02/02 - 12:31 م

بقلم حورية اقريمع

مضى عمي علي مستبشرا إلى زوجته خديجة يزف إليها بشرى إعتزام الشيخ عبد الله خطبة بنتهما البكر. ولكنه فوجئ بها وهي تبدي معارضتها قائلة:

إن للشيخ ثلاث نساء وإنه رجل مزواج...ثم إن زينب لا ترغب في الزواج الآن بل تريد إتمام مسارها الدراسي ...زد على ذلك فارق السن كبير بينهما...فزينب بالكاد أتمت الخامسه عشر ربيعا بينما الشيخ يحمل على كاهله ستين حولا....

أخذ عمي علي يضرب كفا بكف ويحوقل: ولكن يا إمرأة لقد أعطيت الشيخ كلمة...لا ...لا....لا يمكنني ذلك...وبدأ يصرخ بفناء البيت حتى استيقظت زينب على صوته...لبست لحافها الأسود وانتعلت حذائها ا الممزق وخرجت قاصدة الفناء وجدته يجوب الساحة اقترب منها...وبدأ يحدق بملامحها البريئة ذات القسمات الطفولية....

عبثا يستجمع الكلمات كي يجعل الخبر بطعم البشرى وبنكهة الفرح ...أشار إليها أن تجلس على الدفة المقابلة وقال مخاطبا....:

زينب يا ابنتي...لقد طلبك الشيخ عبد الله للزواج فما رأيك؟!

....امتقع لونها وسرت في جسدها قشعريرة. التفت ساقاها الباردتان فجأة تسمرت مكانها من هول الصدمة وسط الفناء كصنم تحاول ان تنصت قليلا للصمت والفراغ بداخلها . هرولت إلى الداخل وهي تردد على مسامع والدها بأن ما يعرضه عليها ضرب من الجنون...

صار عمي علي في موقف حرج إزاء شيخه عبد الله ولكنه لم يجد من خيار آخر غير إبلاغ الشيخ عن طريق تابعه الأقرب بأن ابنته زينب رفضت فكرة الزواج وأنها تريد إتمام دراستها....

في تلك الليلة الليلاء من ليالي فبراير الباردة حيث الريح العاوية تصك آذان النوافذ والأبواب فتئن البراغي وتتململ المتارس ..بعد صلاة العشاء جمع الشيخ عبد الله أتباعه الذين يعتمد عليهم في إنجاز المهام الصعبه, لم يكن له أن يقبل بسهولة أن يرفض له طلب وخاصة من ابنة فلاح بسيط...

انفض الإجتماع بزيادة الضغط على عمي علي حتى يرضخ لطلب الشيخ وتلين ابنته رغما عنها وقد وسوس له أحد أتباعه أن يحرق محصوله الزراعي.

كان الضغط الذي يتعرض له عمي علي من زبانية الشيخ ينعكس على زوجته وعبرها على زينب...بعد أيام لم تعد هذه الأخيرة تستطيع تحمل كل هذا التوتر الذي يخيم على المنزل

فكرت مليا في الأمر.....

يتبع ...