adsense

2022/01/06 - 6:19 م

بقلم عبد الحي الرايس

ـ مستوى يقنع بتدبير الممكن المتاح

ـ وآخر يسعى إلى التخطيط لمواجهة الصعاب

ـ وغيرهما يأبى إلا أن يرفع التحديات لكسب الرهانات

ـ فأما الذي هو ممكن مُتاح، فيُوقِعُ في الرتابة، ويُبقِي على كل شيء في المستوى المعتاد، وكلما عَنَّ طارئ كان التأذي والشكوى من تفاقم المتاعب وكثرة المشاغل، والتعلُّلُ بقلة الوسائل، وضآلة الموارد، ومثل ذلك لا يُغيِّرُ من الواقع شيئاً، وقد يُمْعِنُ في التراجع به والقهقرَى.

ـ وأما الذي يسعى لمغالبة الصعوبات، فلا شك أنه سيُزحْزحُ الصخرة، ويُحقق بعض الأهداف، وله أجر المحاولة والمبادرة، وسيُسَجَّلُ له أنه لم يَسْتكِنْ ولم يسْتسلم، وأنه رَشَّدَ الوسائل وأحسن توظيف الموارد، وعمل على تغيير الواقع، ولا شك أنه سيُحدثُ الوقع، ويُخَلِّفُ بعض الأثر.

ـ ولكن الذي يبصم المرور، ويحظى بثقةِ وتصفيقِ الجمهور، هو من تولَّى تدبير الشأن العام، وقد عقد العزم على رفع التحديات، وتحديد الاختيارات والتوجهات، ثم باشر العمل في الميدان، بعبقرية وذكاء، وتعبئة ونكران ذات، لإحداث التغييرات، وكسب الرهانات.

وثمة رموز في العديد من الديار، سجل لهم الفضاء العام أنهم أعادوا التوازن إلى المدن، حين حرروا الملك العام، وهدموا البنايات، لتؤُولَ إلى مُخْضَرِّ المساحات، وحققوا النقلة النوعية، بإحالة الشوارع المكتظة بالسيارات إلى فضاءات للنقل العمومي ومسارات الدراجات، وعدَّدُوا المتنزهات وحدائق الأحياء والأطفال، وفضاءات المؤتمرات والمعارض والرياضة والفنون، ودور الثقافة والمكتبات، وشجعوا الاستثمار، وأتاحوا الفرصة للشباب.

ويبقى أن تدبير الشأن العام فرصة ثمينة لمن أراد أن يُخلد مروره بمُتميز المبادرات، وجلائل الأعمال، فيُجيد الإشراك والإصغاء، ويُحسن التجاوب مع صائب الآراء، فيفوز بأجر الخالق الديان، ويخَلِّف رائع الأثر في الديار، ويحظى بتعزيز الثقة في الميدان.