adsense

2022/01/13 - 3:24 م

أدانت المحكمة العسكرية في البليدة يوم الإثنين المساعد الأول قرميط بونويرة بالإعدام، والذي شغل في سنوات سابقة منصب سكرتير الفريق الراحل أحمد قايد صالح، حيث كشفت صحيفة “الوطن” الجزائرية أن المحكمة العسكرية في مدينة البليدة (50 كيلومترا غربي العاصمة) قضت يوم الإثنين الماضي، بإعدام المساعد الأول قرميط بونويرة، السكرتير الخاص السابق لقائد أركان الجيش السابق أحمد قايد صالح، كما حكمت بالمؤبد على كل من قائد الدرك الأسبق الفار الجنرال غالي بلقصير، ومحمد العربي زيتوت، الدبلوماسي السابق المنشق المقيم في لندن، وعضو أمانة “حركة رشاد” التي تصنفها السلطات الجزائرية كـ”حركة إرهابية”.

ووفق الصحيفة الناطقة باللغة الفرنسية، فإن المتهمين الثلاثة يُتابعون بتهم تتعلّق بالخيانة العظمى وإفشاء أسرار من شأنها الإضرار بمصالح الدولة.

وكان غالي بلقصير فر إلى الخارج في 2019، وقد أصدر القضاء العكسري أربعة أوامر بالقبض الدولي عليه بعدة تهم بينها تهم الفساد و “الخيانة العظمى”. وكانت صحيفة “الغارديان” كشفت في يوليو 2021  أن  بلقصير اشترى  جنسية  دولة “فانواتو”، وهي أرخبيل جزرة صغيرة يقع في المحيط الهادئ، مقابل 130 ألف دولار أمريكي. وبلقصير متهم كذلك في قضايا فساد رفقة زوجته، القاضية السابقة فتيحة بوخرص، الرئيسة السابقة لمحكمة تيبازة، والتي فرت مع زوجها وأبنائهما كذلك للخارج.

بينما يقيم الدبلوماسي السابق المنشق في تسعينات القرن الماضي، محمد العربي زيتوت في لندن بعد لجوئه إليها قادما من ليبيا، حيث كان يشغل منصب نائب سفير الجزائر هناك.

أما قرميط بونويرة، الذي يوصف بـ”خزنة أسرار” قائد أركان الجيش السابق الراحل أحمد قايد صالح، فقد فر إلى تركيا بعد وقت قصير من وفاة الأخير في 23 ديسمبر 2019، وظل هناك لأشهر قبل أن تسلمه أنقرة السنة الماضية بطلب رسمي جزائري جاء بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.

ويأتي هذا الحكم بالتزامن مع تداول عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، لما قيل إنه تسجيل فيديو مسرب من داخل السجن العسكري بالبليدة منسوب لقرميط بونويرة، يتحدث فيه عن قضايا فساد خطيرة داخل المؤسسة العسكرية، وتهريب للسلاح من ليبيا والمخدرات من المغرب، ويستهدف فيها بشكل خاص رئيس أركان الجيش الحالي الفريق السعيد شنقريحة، لكن ما زال الجدل محتدما حول مدى صحة الفيديو المزعوم، الذي بدا فيه تضارب بين الصوت والصورة، التي بدت أنها مقطع قصير لنحو ثلاتين ثانية ظلت تتكرر لمدة نحو نصف ساعة من الفيديو. كما أن الصوت بدا بشكل جلي أنه صوت تسجيل مقروء وليس صوت تسجيل فيديو. وقبل ذلك وبعده، تساؤلات حول ما إذا كان الصوت هو فعلا صوت بونويرة.

لكن في المقابل أثيرت تساؤلات في هذا السياق أنه إذا كان التسجيل فعلا لـ”خزنة أسرار قايد صالح” وأن الصوت صوته، فكيف استطاع تسجيل كلامه وتسريبه من داخل السجن العسكري شديد الحراسة في البليدة؟

وأثار هذا تساؤلات حول وجود “تواطؤ” داخلي من أطراف نافذة جدا لها مصلحة في الموضوع، الذي بدا بوضوح أنه يستهدف رئيس أركان الجيش الحالي السعيد شنقريحة.

لكن الأكيد بحسب مراقبين أنه “لا نار بلا دخان” في الموضوع، وأن هناك “تجاذبات إن لم تكن حرب كسر عظام داخل سرايا النظام”.