adsense

2018/12/30 - 8:54 م

بقلم عبد الحي الرايس
تبدأ بعضُ الظواهر السلبية خائِفَةً مُتَوَجِّسَة، فإذا كان التصدي لها وُئِدَتْ في مَهْدها، وحُسِمَتْ في إبَّانها، واستراح الجميعُ من انعكاساتها وتبِعاتها.
وإذا كان التغاضي عنها اعْتُبر إقراراً وتقبُّلاً لها ، فاحمرَّ وجهُهَا، وجحظتْ عيناها وصارتْ تقليداً مرْعِياً وحقاً مُكتسَبا ، وهيهاتَ هيهاتَ أن يكون عنها إقلاعٌ أو لها زوال
ـ من ذلك احتلالُ الْمِلْكِ العمومي في المدينة من قِبَلِ أفرادٍ أو مَحَلاَّت
هو تطاوُلٌ على حقٍّ عام، والْمُقْدِمُ عليه يبدأُ مُجَرِّباً مُتهَيِّبا، وما أن يَمُرَّ اليومُ واليوْمان، والشهرُ والشهران، حتى يتوطن ويصيرَ مَكْسباً ومَغْنما، وحقاً يُناضَلُ من أجله، ويُسْتمَاتُ في الدفاعِ عنه
ـ ومن ذلك تأبِّي كثير من سائقي سيارات الأجرة ( الوجه الحضاري للمدينة)  على استعمال حزام السلامة، وعلى العناية بالهندام ، وإصرارُهم على الوقوف خارج المحطات، في المدارات والملتقيات، وعند استقبال المسافرين، على إملاء الأسعار، والتحكم في الْوِجْهات
ـ ومن ذلك أيضاً إخلاءُ الْمُوسِرين لبعض الدارات، في انتظار البيع بخَيْر العائدات لتتحولَ إلى مطارحَ للنفايات، وَوَكْرٍ لِسَيِّءِ المُمارسات، دون أيِّ إشفاقٍ على الجيران من المخاطر والأضرار.
ـ وآفةُ الآفات أن يكونَ للمدينةِ لَوْنٌ تزْدهِي به وتتفرَّد، ثم تبدأُ الانفلاتات بالصارخ من الألوان، وكأنها في كرنفال
المدينة فضاءٌ للتعايش، وبَوْتَقَةٌ للتحضُّر، إذا استقامَ أمرُها، وأُحْكِم تنظيمُها انخرطتْ في ركب المدن المستدامةِ الذكية
وإذا سادتْها الفوضى، وطغى التغاضي على اختلالاتها استحالتْ إلى مَرْتَعٍ للترييفِ والتسيُّب،  ومسْرحٍ لكل التجاوزاتِ والخُروقات.

ونداءٌ حارٌّ لِمُدَبِّرِي المدينة: لا تظْلمُوا، لا تشتطُّوا، ولكن لا تتغاضَوْا ولا تهادِنُوا ، واذكروا دَوْماً أنَّ أوَّلَ الغيْثِ قَطْر، وأنَّ مُعْظمَ النار من مُسْتصْغَر الشَّرَر.