adsense

2018/12/24 - 11:20 ص

بقلم عبد الحي الرايس
والعقوبةُ في حدها الأقصى لا تَفي، والوَقفاتُ تُواسي، ولكنَّ الجريمة تَمضي والأيام تُنْسِي
واقعةُ الحوز أحدثتْ ضجة، وأطلقت صرخة تَردَّدَ صداها في أرجاءِ المعمور، وينبغي أن تُستخلصَ منها العِبرة وتترتَّبَ عنها الصحوة
الوافدتان قدِمَتا من بلادٍ تتصدرُ سُلَّمَ السعادة والسلام، وناشئتها اعتادت التنقل بطمانينة وأمان، فلم تتحسبا لانفلاتاتٍ في بعض البلاد
وإلى وقت قريب أحس المسؤولون في بلاد أرستْ أسس نهضتها، وعُرفتْ بانضباط ناشئتها أن منظومة القيم عندها بدأت تهتز ، وأن بعض الممارسات أخذت تختل، فسارعوا إلى إعادة النظر في مناهج التكوين، وأعلنوا تجديد الاهتمام بالتخليق.
رفعُ درجة اليقظة بعد الحادث أمْرٌ محمود، ولكن إعادة النظر في منظومة القيم أكثر من مطلوب
والقيم لا تترسخ بالشعار والنصح والخطاب
إنما بالتنشئة والتعوُّدِ والتأثر بالمجال والمثال
من هنا بات على مجتمع تختل فيه التوازنات، وتخدِشُ صورتَه الانفلاتات أن يسجلَ وِقفةً مع الذات ليراجع منظومته التربوية، وأنْساقَه الاجتماعية والاقتصادية والمجالية والسياسية، ويُواجهَ واقعَه بالصراحة الكاشفة، ويتدارك أمره بالاختيارات الحازمة
بغير هذا سيظلُّ الخطابُ في واد، والواقعُ في وادٍ آخر
ويحضرني دعاءٌ كان يُردده السلفُ الصالح "اللهم أصْلِح الأخلاقَ والأرزاق"
ولعلَّ وَصْلَ الأخلاقِ بالأرزاق يَحْمل أكثرَ من دلالةٍ ومعنى
أدْوَاءُ المجتمعات لا تُعالجُ بالتناسي ولا بالمهدئات والتطمينات
إنما تقتضي مراجعة الاختيارات، وتصحيحَ المسارات، ورفعَ مستوى التكوينات، وإشاعةَ العدل في كل الممارسات، وضمانَ الحقوق لجميع الفئات في مُختلِفِ المجالات.