adsense

2016/08/12 - 1:54 ص


ساكن في سبع لويات وعندك مية وبغلة " .. مقولة من ثراث الفاسي يعرفها كل الفاسيين.. مقولة تخبر بدلالتها ما كان يجسده درب سبع لويات العريق في تاريخ فاس عاصمة الملوك ل12 قرن..  بيوتات سبع لويات كانت مقرا لعلماء القرويين ونخبة من التجار الذين قدموا بغالا محملة من النقود لشراء سكن لهم هناك , كما هو الحال مع السيد السقاط في ثلاتيناث القرن الماضي, والذي ارسل 7 حمير محملة بالنقود لشراء دار ملاصقة للزاوية الصقلية وتطوعت نساءه بكل حب لخدمة الزاوية كل خميس.
في سبع لويات كانت تسمع اغاني مدح النبي عليه الصلاة والسلام.. وملحون الغزل..  في سبع لويات صفحات من التاريخ على جدرانها ستنسى للابد مع انهيارها..
الدار 38  و40 كانت مقر سكنى الشرفاء الصقلين ,, الدار 36 كانت سكنى أم السلطان الحسن الاول وفيها ولد ودفنت حسب وصيتها في الزاوية الصقلية.. وتحولت هذه الدار بعد ذلك لمقر مخزني يباع فيه العبيد ومبادلتهم.. 

درب سبع لويات له قصص واساطير اثرت في تاريخ فاس.. كقصة المنارة الصقلية السحرية وقصة صعود ونزول العازبات سبع مرات كل خميس ..
الان سبع لويات صارت كما بغلها في الصورة.. بائسة مهملة وينخرها التهميش والنسيان..  بدل ان تكون بحكم موقعا مقصدا سياحيا بامتياز ومحركا لاقتصاد موازي لكل المحلات بالصفارين ومحيطها . فرغم كل المحاولات للاخراجها من بؤسها الا انها تصطدم بمشكلة بيئية تفرز بدورها مشاكل امنية واجتماعية والمتثمتلة في كارثة الروى رقم 17 الذي انهار اثر زلزال الثمانينات. ومند ذلك الوقت والازبال تتراكم عليها رغم كل المحاولات لتأهليها.. رغم كل الشكايات والعرائض الموقعة من طرف السكان والوعود التي تطير بعد كل انتخابات.. كان اخرها طلب باسم جمعية فاطمة الفهرية لاحياء وتنمية الصفارين ومحيطيها والتي حصلت على رد بالشراكة وحضور مخجل لشركة ازون زاد الوضع سوءا وانتهى كل تلك الوعود والاقتراحات  بمجرد انتهاء الزيارة الملكية بشهر رمضان الفائت..
يضم 7 لويات حاليا دار الصفارين التي كانت بدورها خربة في ملكية احد الشرفاء الصقليين , قام بشرائها مقيم يحمل الجنسية النرويجية وجعل منه دار ضيافة , وبزار بالدار 22 , تحفة معمارية هي بدورها  يحج اليه السياح من كل الجنسيات و دار ضيافة 7 لويات  ودور ضيافة اخرى لم تعلن انطلاقاتها بسبب مشكلة الروى رقم 17 . والجدير بالذكر ان  9 من اصل 11 دورا بسبع لويات تم انقادها بالترميمات وبقواعد البناء التقليدي بعد بيعها لمالكيها الجدد من عشاق فاس وتاريخه. 
آمال عكيفي
رئيسة جمعية فاطمة الفهرية لاحياء وتنمية الصفارين ومحيطيها