adsense

2015/01/25 - 11:55 م

       بعدما قام تنظيم  الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش " بنحر الياباني هارونا ياكاوا، عرض مبادلة رفيقه الثاني، كينجي طوغو، بساجدة الريشاوي واصفا إياها في بيانه ب "الأخت الأسيرة".  فمن هي ؟ و لماذا يسعى التنطيم مبادلتها؟
      شرط التنطيم هذا، أعاد ساجدة إلى الأضواء مجددا؛ و تعود قصة هذه المرأة العراقية الأصل و المنحدرة من مدينة الرمادي السنية إلى 9 يناير 2005 حينما حاولت تفجير نفسها بحزام ناسف صحبة زوجها، علي حسين علي الشمبري، الذي فجر نفسه في أحد فنادق عمان، لكن حزامها تعطل و لم ينفجر؛ و اعترفت حينها قائلة: " زوجي فجر قنبلة، و أنا حاولت تفجير قنبلتي، و لكني فشلت... فر الناس من المكان، و أنا ركضت معهم ..."  
    و معلوم أن جذورو هندسة تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تعود إلى أبي مصعب الزرقاوي في العراق، أي قبل 2006 ، سنة مقتله من طرف القوات الأمريكية بالعراق. ومعروف كذلك أن خليفة التنظيم الحالي أبا بكر البغدادي كان من المقربين جدا من الزرقاوي ؛ و كان أخ ساجدة الريشاوي، سمير مبارك عطروس الريشاوي، يعتبر الدراع الأيمن للزرقاوي، أي أن هؤولاء يتمركزون في قمة إدارة تنظيم "القاعدة"ـ الأم الشرعية لتنطيم الدولة الإسلامية الحالي ـ .
   و محاولة استعادة ساجدة يدخل في إطار استعادة رمز جهادي يعد من الرعيل الأول لمجاهدي " القاعدة" في بلاد الرافدين ( العراق) و كذلك استحضار هامات جهادية لاستمالة الشباب للتنظيم بالاضافة إلى تكريس وتعزيز قوة الدولة في الاعتراف بها ضمنيا كدولة جديرة بمشروعية التفاوض و المبادلة و ليس تنظيم إرهابي لايمكن التحاور أو التفاوض معه.  في هذا الاتجاه، نسوق تصريح العقيد الأمريكي ، جيمس ريسي، الذي اعتبر أن محاولة استعادة الريشاوي من قبل داعش هي محاولة دعائية تخدم التنظيم الذي يحاول اجتداب العناصر الجهادية من جميع أنحاء العالم، و إظهار نفسه على أنه مرجعيتها الدولية خاصة و أن زعيمه، أبو بكر البغدادي، الذي أعلنه التنظيم خليفة كان بدوره أحد مساعدي الزرقاوي، ما يطرح إمكانية و جود صلة أو معرفة بينه و بين الرشاوي.
    لحد كتابة هذه السطور، لم يصدر أي تعليق أو رد فعل رسمي من الحكومة الأردنية إزاء مطالبة التنظيم الإفراج عن الريشاوي فيما كان رئيس الحكومة اليابانية بعد ظهر يوم السبت 24/1/2015 قد اتصل بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لطلب مساعدته.
    طلب الدولة الإسلامية يبدو مفاجئا و غامضا ، فقد كان أولى بالدولة الإسلامية أن تطلب مبادلة الرشاوي بالطيار الأسير، معاد الكساسبة، الأردني الأصل عوض الأسير الياباني . فالأردن كانت تأمل أن تستعيد أسيرها بإمكانية مبادلة الرشاوي لكن تنظيم الدولة الإسلامية كانت له حسابات أخرى غير مفهومة وغير مصرح بها مما يفسر أن الطلب كان مفاجئا وغامضا. فهل يمكن لعمان أن تضرب عصفورين بحجرة واحدة؛ إذ تعرض مبادلة الريشاوي مقابل الأسيرين الأردني و الياباني ؟ أكيد أن التفاوض سيكون في هذا الاتجاه، لكن، هل اعتبارات التنظيم سينسجم مع شروط الأردن؟ و في انتظار أن تنضج صفقة التبادل إن تمت نقول بأن ساجدة الريشاوي عادت إلى الأضواء مجددا فيما كان الموت سيرحل بها إلى دار البقاء لمرتين و تلك معجزة الحياة: فالموت هو الذي هرب منها حينما كانت ستفجر نفسها وبقيت على قيدالحياة ومرة أخرى لم يتم تنفيد حكم الإعدام في حقها لمدة تسع سنوات لسبب أو لآخر. " و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين" صدق الله العظيم.   

المصطفى منعوت