بقلم الأستاذ حميد طولست
هل تساءلتم يومًا لماذا يتعرض المغرب
لهذا الهجوم الإعلامي المسعور، ولماذا يحاول البعض - دون كلل أو ملل - شيطنة كل
إنجاز يحققه الوطن؟ لماذا يحشدون المرتزقة، ويمولون الحملات المغرضة، ويستنفرون
بقايا جماعات متطرفة ومهترئة مثل "العدل والإحسان" وتيارات من اليسار
البائد وبعض تجار الدين من "البيجيدي"؟ ولماذا تحوّل بعضهم إلى أدوات
مكشوفة في أيدي خصوم الوطن، يدعون إلى الفوضى والتحريض عبر استدعاء شخصيات أجنبية
معروفة بعدائها السافر للوحدة الترابية للمملكة؟
إن ما شهدناه مؤخرًا من دعوات تخريب
وتحريض، وما رافقه من هستيريا إعلامية مشبوهة، يكشف دون مواربة أن هذه التحركات
ليست تعبيرًا عن رأي وطني حر، بل أجندات خارجية مشبوهة تستهدف النيل من استقرار
المغرب ووحدته.
فحزب العدالة والتنمية، الذي كان جزءًا
من المؤسسات الوطنية، انقلب على ثوابت الوطن، وسقط في مستنقع الكيد والتحريض،
مستضيفًا شخصيات معادية للمغرب، تُعيد إلى الأذهان حوادث تاريخية مؤلمة من زمن
التآمر العثماني على بلادنا.
لكن لماذا كل هذا الحقد على المغرب؟
الجواب بسيط: لأن المغرب نجح.
سياسيًا: المغرب انتزع اعترافًا
تاريخيًا بسيادته على صحرائه من الولايات المتحدة الأمريكية، القوة العظمى
العالمية، كما فرض خيار الحكم الذاتي كحل وحيد على طاولة الأمم المتحدة، وأجبر قوى
كبرى كإسبانيا، فرنسا وألمانيا على دعم هذا التوجه.
عسكريًا: المغرب راكم ترسانة
استراتيجية لم تكن حتى الأمس القريب إلا بيد كبار العالم: منظومات دفاعية متطورة
مثل Patriot PAC-3
MSE، HIMARS، صواريخ ATACMS، مروحيات أباتشي
AH-64E، طائرات F-16 Viper بنسختها الأحدث،
والأقمار الاصطناعية المخصصة للأغراض العسكرية. إلى جانب شراكات دفاعية مع عمالقة
الصناعات العسكرية في إسرائيل.
بهذه المكاسب، أصبح المغرب قوة إقليمية
لا يمكن تجاهلها في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا.
أما أولئك الذين يسيرون خلف شعارات
جوفاء دون وعي، فهم إما مغرر بهم بفعل الدعاية الإخوانية القطرية الممولة، أو
أدوات رخيصة في مشروع تخريبي فاشل.
أما من يتاجرون بالدين، ومن تبقى من
رموز اليسار البائد، فهم اليوم مجرد ظواهر صوتية، لا تمثل إلا نفسها، بعد أن فقدت
مصداقيتها وباعت شرفها الوطني لمن يدفع أكثر.
المغرب اليوم يكتب تاريخه بمداد القوة،
لا بصراخ الجبناء.
المغرب اليوم يمضي بخطى ثابتة إلى
الأمام، لا تزعجه نباحات الحاقدين.
لذلك، وجب التنديد بقوة بكل محاولة
لاستغلال التراب المغربي منصة للطعن في مؤسساته ورموزه الوطنية. كما يجب على
السلطات أن تتخذ إجراءات صارمة تجاه كل من يتآمر على أمن الوطن واستقراره، عبر
محاسبة كل من خان العهد الوطني، وسمح لنفسه بتحويل الفضاء السياسي المغربي إلى بوق
لأعداء وحدتنا الترابية.
عاش المغرب، والموت للخونة والعملاء.