بقلم الأستاذ
حميد طولست
ورغم التسليم
بسنة الحياة ، وإرادة الله ومشيئته تعالى ، فرحيل هذا الرجل الفاضل ، يبقى رحيل
هذه القامة النضالية فاجعة شديد الوقع ، يصعب التحدث عن مآثره وخصاله ، وتعجز
الكلمات والعبارات عن الإلمام بمبادئه وأخلاقه ، وهو الذي ظل على مدار الأعوام
وتغير الأحوال، هو نفسه ، لم يتبدل على ما عاهد الله والوطن والمهنة عليه ، فلم
يفقد لا الجوهر ولا الأصل ولا الانتماء ، حيث ظل إلى آخر لحظة، مغربيا صميما،
ووطنيا أصيلا ، ونقابيا شرسا ،لكن خلوقا ، متواضعا، عفيفا، لم تثنيه مشاغل النفس
والأهل ، عن مشاكل قطاع النقل الذي مثله مند نعومة أظافره بتقلده مسؤولية الدفاع
عن مصلح مهنييه من خلال مهمة "أمين أرباب سيارات الأجرة الصغيرة" التي
استحقها عن جدارة ، ومن خلال جمعية " ملاكي سيارة الأجرة الصغيرة" التي
أسسها بمعية ثلة من المناضلين الشرفاء أمثال صديقه وزميله المرحوم با التهامي
المعروف بـ"لعسل"
نعم ، إن رحيلك
عن عالمنا لمصاب جلل ، ورزية عظمى ، تدمي قلب كل من عرف ابتسامتك الهادئة وقلبه
الكبير الذي وسع الجميع ، لكن الذي ما يعزينا فيه يا أيها الأب الحنون و الصديق
الوفي والرفيق الصادق ، هو خلود ذكرك في النفوس كما هو حال العظماء الذين لا يندثر
منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله ، و يبقى ذكرهم على الأرض ، حيا قويا
، ونورا يهدي ، وعطرا فواحا ينعش ، وآثارا
مشهودا ينفع ، وأعمالا جليلة يُحتدى بها، وأفكارا نيرة يُهتدى بها ، وتلك هي
العظمة ، وذاك هو الخلود ، وذانك هو حسن الختام الذي يتمناه الإنسان والذي قال فيه
الشاعر:
المرء بعد الموت
أحدوثة … يفنى و تبقى منه آثاره
فأحسن الحالات
حال امرئ … تطيب بعد الموت أخبــاره
فوداعا
با حسين ، وإلى واسع رحمة الله مع الشهداء والقديسين الأبرار ، وعوض الله عائلتك
الصغيرة والكبيرة خيرا وزادها صبرا وتحملاً . وجعل دعاءنا سعادة ورزقا ونعمة لك
تفرح به فى آخرتك أكثر من فرحتك به فى دنياك.