بقلم الأستاذ
حميد طولست
سيأتي لسمع ركام
عويل الخوف والصراخ الحزن وولولة الأوجاع والمؤامرات اللا إنسانية، التي تحاك صدهن
هنا وهناك، خدمة للأجندات المتداخلة للذكورية التي تسعى، في السر والعلن، لتكبيلهن
بقوانين وأعراف زمن ليس بزمانهن ، يستهدف حرمانهن من حقوقهن الدستورية، بكل وسائل
العنف والاغتصاب والتحرش الجنسي المنظم، لااستبعادهن من مشاركة "السي
السيد" في مراكز القرار السياسي ، وتحجيم انطلاقتهن نحو الغد الأفضل فى مختلف
مجالات الحياة التي يسيطر عليها ، وكأنه لا ضرورة لتقدمهن، ولا حاجة للنهوض
بأوضاعهن الهشة وواقعهن المتكلس ، لمجرد كونهن نساء مسلّمٌ بعدم أهليتهن كشريك
كامل للرجل في كل شيء..
عيد، هو اقرب ما
يكون إلى أي مناسبة للرقص والاحتفال بالوهم الكبير، والخدعة الماكرة ، والاعتراف
غير الواعي بالمظلومة التي اسماها الرجل "عيد المرأة"و"اليوم
العالمي للمرأة" لا يجد ولا يجتهد ، ككل ذكور الشرق النيام باسترخاء في بطون
التاريخ السحيقة والذين فرختهم أموال البترودولار وفضائياته المتعددة ، إلا لفرض
نفوذ فكره الماضوي على النساء لاستعبادهن وشيطنتهن واعتبارهن عورة باسم الله ورسوله
، وهو يؤمن بأن بناء الحضارات لا يتأتى إلا عن طريق النهوض بأوضاعهن..