adsense

2021/08/09 - 10:46 م

بقلم الأستاذة امال السقاط الضخامة

لعل فن التعامل او حسن المعاملة انما هما وجهان لعملة واحدة  ،  الا وهي جودة الحياة و بهجتها،،ذلك أن عبارة"إنما الدين المعاملة"لهي عبارة صغيرة المبنى عميقة المعنى،على اعتبار أن حسن  المعاملة يقتضي تحلي الفرد باخلاق راقية رفيعة تساعده على نهج حياة سليمة ناجحة ،ناجعة ومتوازنة،محصنة بالقيم السامية والمبادئ البانية،وان دل ذلك على شيء فإننا يدل على ما تكتسيه الأخلاق الفاضلة من أهمية بالغة نظرا ،لما لها من تأثير كبير على  وفي حياة الافراد،والمجتمعات،ولهذا نجد أن القرآن الكريم،قد اعتنى بها ايما عناية،حيث بينت سور القرآن الكريم وآياته أسس الأخلاق ومكارمها و عماد  المعاملات الحسنة وفضائلها انبتاقا من المبادئ الرفيعة، النافعة والناجعة، كمااعتنت السنة النبوية  بالأخلاق والمعاملات، عناية فاقت كل التصورات،فهناك ما يناهز من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المجال 60الف حديث ،عشرون الف منها في العقائد،واربعون الف في الأخلاق والمعاملات،ولعل هذا الرقم المميز لدليل ناطق بحقيقة الامور وجوهرها والرسالة وغايتها،كما انه دليل قاطع ومانع لادنى اي شك  على عناية السنة بالأخلاق الحميدة وكذلك عناية القران الكريم بها  بفضل آياته النورانية المجيدة، وهوالذي جل وعلا قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "وإنك  لعلى خلق عظيم".من سورة القلم آية 4,وفي سورة الأعراف آية 199,حيث يأمره صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق ومحاسنها"خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين"

فالسلوكات الأخلاقية وآدابها إذن مكتسبة بحسن التربية حيث منبع الارتواء ومثل الاقتداء ، وهي  التي تميزسلوك  الانسان  واسلوبه في الحياة،عن الآخر،فالآداب الأخلاقية الإنسانية بالتالي   زينة الانسان وحليته الجميلة،وبقدرما يتحلى بها الانسان بقدر ما يضفي على نفسه جمالا وبهاء وقيمة إنسانية رفيعة دنيا وآخرة،ذلك ان سلوك الانسان مواقف لما هو مستقر في نفسه من معان وصفات.،وقد صدق الشاعر حيث قال:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة

    وإن خالها تخفى على الناس تعلم.

لهذا وغيره نجد أن كل الديانات السماوية تؤكد اولا واخيرا على اصلاح النفوس ،وتزكيتها بالإخلاق الحميدة والمعاملة الجيدة،لما لذلك من عظيم الفائدة والسعادة المؤكدة.

وبالتالي فإن فن التعامل  قد تلخصه الجملة التي تقول : بين كسر القلوب وكسب القلوب خيط رفيع اسمه أسلوب.