adsense

2020/08/25 - 1:43 م

                                                                                                                  

أجبرت قيود  فيروس كورونا على إغلاق دور السينما ودور الشباب والمراكز الثقافية، لذا فكر مجموعة من الشباب في بديل للخروج من الأزمة الحالية والعيش في زمن كورونا وهو تصوير أفلام قصيرة ذات طابع اجتماعي يتعزز بإشراك شباب الحي في تجسيد أدوار الفيلم.

حيث بدأ الكثير من الشباب الموهوب  بتصوير أفلام قصيرة تعالج مشاكل اجتماعية وتتميز بسرد قصص من الحياة اليومية تحت وطأة الحجر الصحي والظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادنا  مما دفعهم للخروج إلى الاحياء لتفجير مواهبهم والتعبير عن أسئلتهم والقضايا التي تشغلهم، وتجاوز الأزمة الحانكة التي يمر منها هؤلاء الشباب حاليا ، وذلك في غياب المراكز الثقافية ودور الشباب  التي كان  يقضي فيها هذا الاخير جل أوقاته، وفيها يفجر مواهبه.

 رغم كرونا بدأت مسيرتهم في عالم صناعة الأفلام بالتجريب والتعلم من خلال إعداد الأفلام القصيرة كما يمكن كذلك أن يكون مجال الأفلام القصيرة هو من الاهتمامات البارزة  في عالم صناعة الأفلام، فالشاب أمام عالم واسع من التقنيات وأساليب السرد وفنيات الإخراج التي تحتاج إلى الكثير من التعلم والإتقان، ومن ثم العمل الجاد لإبداع ما هو جديد ومبهر فقد تكون مهمة إعداد الفيلم القصير الأول صعبة نسبيًا، لكنها لا تحتاج إلى معدات كبيرة يكفي آلة تصوير وسيناريو محبك بشكل جيد أما الممثلين فأبناء الحي مواهبهم وطاقاتهم  أكبر من سنهم لتقمص مثل هذه الأدوار البسيطة،  ثم  تأتي عملية المونتاج وهي آخر مرحلة قبل إنزاله على موقع اليوتوب للوصول لأكبر عدد من الجمهور.

في هذا الصدد أكد الكاتب والمخرج الشاب سعيد إجود للأفلام القصيرة أن تصوير الفيلم القصير له متعة  كبيرة خاصة عندما يحصد الفيلم على أكبر عدد من المشاهدات ويكافأ بدرع من موقع اليوتوب على كل  مائة ألف متابع، مما  يدفعه للإبداع أكثر لا من حيث التدقيق في كتابة السيناريو أو التصوير والمونتاج  خاصة والظروف الاستثنائية   التي يصعب فيها التصوير في الأماكن العامة  التي وضعت حسب مخيلة  المخرج في تناسقها مع السيناريو؛ وهنا يرى أنه لابد من حلول مبتكرة وسريعة تلائم الوضع الجديد، لكن بعد وباء كرونا عليه أن نكون أكثر انفتاحاً وقابلية للتغيير حتى نتمكن من الاستمرار، لأن عودة الحياة لسابق عهدها سوف تحتاج إلى وقت طويل إن لم يكن ستتغير إلى الأبد.

في سياق آخر يرى المخرج الشاب كمال السعيدي  بأن الفيلم القصير مسؤولية، وهو تجربة صعبة نوعا ما، أولا لأنه يمكن أن يجعل منك مخرجا مبدعا في المستقبل أو مخرجا فاشلا، فبالرغم من طابع القصر الذي يمكن أن يتصف به على المستوى الزمني والمكاني، ومن عدد المشاهد التي يمكن أن يتضمنها، فإن ذلك لا يجعل صناعته سهلة  مع حالة الطوارئ الحالية إذ ينتظر المتلقي في كل دقيقة أو كل ثانية من الفيلم القصير معلومة وحدثا جديدين.

وهنا تجدر الإشارة  إلى أنه انتهى الزمن الذي  كان فيه إنتاج الأفلام القصيرة في المغرب وسيلة للعبور إلى الفيلم  الطويل  أو الحصول على البطاقة المهنية ، بل أصبح وسيلة لفك قيود هذه الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا.

أيوب تاسي

أيوب تاسي