adsense

2020/08/24 - 12:31 ص

 

 بقلم ابراهيم فارح

لا يجادل احد في عمق ازمة التعليم بالمغرب، وأن جودته تدنت بما يتجاوز أية خطوط حمراء مفترضة.

وما القرار الضبابي الذي اتخذته الوزارة الوصية بخصوص التعليم عن "قرب" أو "بعد" ما هو إلا جذر يكشف أصل الأزمة وينير حقائقها.

فتعليمنا لم يصل إلى الحضيض هكذا فجأة ودون سابق إنذار، فكل دخول مدرسي نكون على موعد مع حزمة من المشاكل تكرر نفسها كل سنة، دون أن يتحسن شيء، فلا مدارس جديدة أسست قادرة على استيعاب التلاميذ الجدد، مع التزايد الديموغرافي المضطرد، ولا مناهج التربية والتعليم تحسنت وتطورت، ولا أعيد تأهيل المعلمين وزيادة مدخولهم بما يتناسب مع مهامهم الجسيمة، ولا مستوى التعليم العام نفسه يشرف بلدا بحجم المغرب.

الأكثر سوءا أن المجتمع المغربي انشطر إلى مجتمعات صغيرة في بلد واحد، يوفر للأثرياء تعليمهم، عبر المدارس الدولية والبعثات الأجنبية ، مع ضمان الحق في جودة التعليم، وفرص العمل، بينما يحرم الأغلبية الساحقة من أي حق في الترقي الإجتماعي أو العمل المناسب، ما يجعل الفقر والعوز إرثا تتوارثه هذه الفئات،

وربما كانت الأمم المتحدة رحيمة بنا، حين  أبدت قلقها من خطورة تنامي مؤسسات التعليم الخصوصي، وذلك بعد أن دقّت جمعيات ومنظمات المجتمع المدني  ناقوس الخطر،  إثر إغلاق 191 مؤسسة تعليمية عمومية  بالمغرب ما بين 2008  و2013.

 

إن نطام التعليم في المغرب يعاني بكل عناصره وفي كل مستوياته منذ أمد بعيد من العديد من المشاكل والتحديات، التي تمثل عائقا حقيقيا أمام العملية التعليمية وتطورها، وهكذا ظلت المشاكل تتناسل عاما بعد عام، والحلول تنسل من بين أيدينا عاما تلو عام، رغم خطط الإصلاح والدعم المالي الحكومي والأجنبي.

ولهذا فليس من العدل والإنصاف أن نختزل مشاكل التعليم في بلاغ الوزارة الأعجوبة، الذي خلق جدالا ونقاشا حادين على الساحة الوطنية، فبعدنا أو قربنا لا يحل المشكلات والتحديات المصيرية التي فتحها مرض كورونا على مجتمعنا وعلى نظمه الإقتصادية والصحية والتربوية، لهذا كان على الوزارة أن تحتاط من الارتجال والعشوائية، حتى لا تنتج أنماطا من التعليم مشوهة وعديمة الكفاءة، لم يخطط لها بروية ونظام، ولم توفر لها الإمكانيات اللازمة والكافية.

وأختم بمطلب أو "حلم" رفعه المغاربة على حيطانهم الزرقاء منذ مدة طويلة  قد يختصر كل شيء: "أحلم بمدرسة عمومية مجانية وموحدة وبجودة عالية لكل الأطفال المغاربة.. أريد أن يكون لأبناء المغاربة،  أغنياء كانوا أو فقراء،  في المدن وفي البوادي وفي الصحراء وفي الجبال،  الحق في نفس التعليم وبنفس الجودة”.