بقلم الأستاذ حميد
طولست
ليس بالتكبير وحده
تُهزم الأوبئة !!
كلي يقين أني لو
قلت عمن حرضوا البسطاء على كسر الحجر الصحي والخروج للتكبير ضد وباء كورونا بأنهم
"مكلخين" ، لأغضب وصفي لهم بــ"التكليخة"، جميع مدعي حماية الدين
ولوصفوني بالعديد من الأوصاف القدحية الأشد من "التكلاخ" ، ولكالوا لي الكثير
من الشتائم والسباب الذي يثقنوه أندله ، ولاتهموني بالكثير مما ألفوا ألصاقه بمخالفيهم
الرأي والفكر والمعتقد ، ولقالوا عني متخابر ومتمخزن وبوليس –مع اترامي واجلالي لبوليس
جميهم- وأتلقى الدعم من الخارج ، وكل ما جاور ذلك من البذاءات الجاهزة التي يختتمونها
بالتكفير والإخراج من رحمة الله وجنته التي يملكون مفاتيحها.
ومع ذلك فإني مصر
على التأكيد على أنهم "أكْلَخْ" من الكلخ* دون أن أكون في حاجة لدليل على
"تكلاخهم " البين والواضح ، ودون أن أضطر لتحليل حيتيات ودوافع تجيشهم للمعتوهين
والجهلة لكسر الحجر الصحي والخروج للشارع في ليل ماطر للتكبير وقراءة اللطيف ، ضدا
في كل نصائح علماء الاوبئة والاطباء والصيادية وما يمت للعلم بصلة ، لإلحاق صفة
"التكلاخ" بعمومهم، كما تعفيني من ذلك عشرات الأمثلة البسيطة والمعقدة وربما
التافهة التي تبرير فعلي وتثبت "تَكَلُّخِهِمْ" الأخلاقي والوطني والديني
، الذي بوأهم قمة التميز في "التكليخة " التي لا تقتصر على أشخاص محددين ، ولا تخص بفئة عمرية معينة منهم ، وتشمل جميع كهنة
الدعوة ورقيا واتباعهم التكفيريين بكل أطيافهم وفصائلهم التي "تكلخت" أدماغة
كل من كان سويا ونشيط ومتوقد الفكر وحائز على التعليم العالي ، بسبب طارئ مر عليهم
، فأصبحوا من "المكلخين" الذين كشف تصرفهم الساذج في اصطناع الإيمان الزائف
بالتكبير ، "كلخهم" الذي جعلهم يسلكون به مسلكاَ وعراَ غير مسلكه ، واستعملوه
في محل غير محله ، وفي وقت ليس أوانه ، ومناسبة ليست مناسبته ، متوهمين أن تصايحهم
في شوارع فارغة على عروشها بتكبيرات مسيئة للمكبر قبل اساءتها لفيروس كورونا ، سيجلب
لهم المزيد من التعاطف ويوسع قواعدهم ؛ السلوك الذي يبقى اجراء ساذجا "مكلخا"
، يكشف انهزامية المحرضين على كسر الحجر الصحي بتكبير مخالف للضوابطه الأخلاقية والمناقض
لمعاييره الدينية ، ويفضح وصوليتهم النابعة عن وضعف الثقة بالنفس و"التكليخة"
التي جعلت تكبيراتهم الزائفة ، تخطئ أهدافها في تحقيق أوهامهم التافهة البلهاء ورغباتهم
الرعناء ، في انقاذ صورتهم مما ألم بها من "تكلاخة" أشد على عموم الناس من
وباء كورونا ، وتفشل في تجنيبهم فضيحة تهمة استغلال الدين لتحقيق مآربهم التي لا علاقة
لها بالدين ، والتي لا تعدو مجرد نصب واحتيال وإرهاب مادي وفكري للمسلمين .
وأختم بالتذكير
أنني لست من هواة ركوب موجات النقد المجاني، ولا من محبي تتبع هزائم الغير ونكساتهم
، ولا أرغب في زعزعة قناعات الأغيار والتشكيك في واقعية أهدافهم ، -كما يتهمني بذلك
بعض"لمكلخين" - لكن اعتقادي الراصخ بفضيلة النقد ، وحاجة الكثير من
"المكلخين " لوقفة نقدية تخرجهم من حال تكلسهم المعتقداتي ، تفرض علي نقد
فهمهم "المكلخ" ليتيقنوا أن المغاربة لم يبقوا تلك الكائنات المغمضة العيون
، التي كانوا يتحكمون في مصائرها في غياب موازين القوى التنويرية التحديثية التي عمت
العالم المعاصر اليوم ، فيتقوا فيهم الله ويتوقفوا عن "تكليخ" البسطاء منهم
..
هوامش.
*الكلخ : هو نبات
السام يكثر في مناطق البحر الأبيض المتوسط ، لا يصلح للرعي وتسبب في نفوق الماشية ،
ويتسم بالضعف وسهولة الانكسار لاحتوائه على جذع هش وخاو من الداخل ، لا تصمد أمام الرياح
القوية يضرب بها المثل في الهشاشة وانتقل التعبير
من فصيلة النباتات ليصبح مضرب الأمثال بالعامية للغفلة والغباوة وغياب الفطنة.