adsense

2020/04/06 - 12:53 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

ليس بالتكبير وحده تُهزم الأوبئة !!
كلي يقين أني لو قلت عمن حرضوا البسطاء على كسر الحجر الصحي والخروج للتكبير ضد وباء كورونا بأنهم "مكلخين" ، لأغضب وصفي لهم بــ"التكليخة"، جميع مدعي حماية الدين ولوصفوني بالعديد من الأوصاف القدحية الأشد من "التكلاخ" ، ولكالوا لي الكثير من الشتائم والسباب الذي يثقنوه أندله ، ولاتهموني بالكثير مما ألفوا ألصاقه بمخالفيهم الرأي والفكر والمعتقد ، ولقالوا عني متخابر ومتمخزن وبوليس –مع اترامي واجلالي لبوليس جميهم- وأتلقى الدعم من الخارج ، وكل ما جاور ذلك من البذاءات الجاهزة التي يختتمونها بالتكفير والإخراج من رحمة الله وجنته التي يملكون مفاتيحها.
ومع ذلك فإني مصر على التأكيد على أنهم "أكْلَخْ" من الكلخ* دون أن أكون في حاجة لدليل على "تكلاخهم " البين والواضح ، ودون أن أضطر لتحليل حيتيات ودوافع تجيشهم للمعتوهين والجهلة لكسر الحجر الصحي والخروج للشارع في ليل ماطر للتكبير وقراءة اللطيف ، ضدا في كل نصائح علماء الاوبئة والاطباء والصيادية وما يمت للعلم بصلة ، لإلحاق صفة "التكلاخ" بعمومهم، كما تعفيني من ذلك عشرات الأمثلة البسيطة والمعقدة وربما التافهة التي تبرير فعلي وتثبت "تَكَلُّخِهِمْ" الأخلاقي والوطني والديني ، الذي بوأهم قمة التميز في "التكليخة " التي لا تقتصر على أشخاص محددين  ، ولا تخص بفئة عمرية معينة منهم ، وتشمل جميع كهنة الدعوة ورقيا واتباعهم التكفيريين بكل أطيافهم وفصائلهم التي "تكلخت" أدماغة كل من كان سويا ونشيط ومتوقد الفكر وحائز على التعليم العالي ، بسبب طارئ مر عليهم ، فأصبحوا من "المكلخين" الذين كشف تصرفهم الساذج في اصطناع الإيمان الزائف بالتكبير ، "كلخهم" الذي جعلهم يسلكون به مسلكاَ وعراَ غير مسلكه ، واستعملوه في محل غير محله ، وفي وقت ليس أوانه ، ومناسبة ليست مناسبته ، متوهمين أن تصايحهم في شوارع فارغة على عروشها بتكبيرات مسيئة للمكبر قبل اساءتها لفيروس كورونا  ،  سيجلب لهم المزيد من التعاطف ويوسع قواعدهم ؛ السلوك الذي يبقى اجراء ساذجا "مكلخا" ، يكشف انهزامية المحرضين على كسر الحجر الصحي بتكبير مخالف للضوابطه الأخلاقية والمناقض لمعاييره الدينية ، ويفضح وصوليتهم النابعة عن وضعف الثقة بالنفس و"التكليخة" التي جعلت تكبيراتهم الزائفة ، تخطئ أهدافها في تحقيق أوهامهم التافهة البلهاء ورغباتهم الرعناء ، في انقاذ صورتهم مما ألم بها من "تكلاخة" أشد على عموم الناس من وباء كورونا ، وتفشل في تجنيبهم فضيحة تهمة استغلال الدين لتحقيق مآربهم التي لا علاقة لها بالدين ، والتي لا تعدو مجرد نصب واحتيال وإرهاب مادي وفكري للمسلمين .
وأختم بالتذكير أنني لست من هواة ركوب موجات النقد المجاني، ولا من محبي تتبع هزائم الغير ونكساتهم ، ولا أرغب في زعزعة قناعات الأغيار والتشكيك في واقعية أهدافهم ، -كما يتهمني بذلك بعض"لمكلخين" - لكن اعتقادي الراصخ بفضيلة النقد ، وحاجة الكثير من "المكلخين " لوقفة نقدية تخرجهم من حال تكلسهم المعتقداتي ، تفرض علي نقد فهمهم "المكلخ" ليتيقنوا أن المغاربة لم يبقوا تلك الكائنات المغمضة العيون ، التي كانوا يتحكمون في مصائرها في غياب موازين القوى التنويرية التحديثية التي عمت العالم المعاصر اليوم ، فيتقوا فيهم الله ويتوقفوا عن "تكليخ" البسطاء منهم ..
هوامش.
*الكلخ : هو نبات السام يكثر في مناطق البحر الأبيض المتوسط ، لا يصلح للرعي وتسبب في نفوق الماشية ، ويتسم بالضعف وسهولة الانكسار لاحتوائه على جذع هش وخاو من الداخل ، لا تصمد أمام الرياح القوية  يضرب بها المثل في الهشاشة وانتقل التعبير من فصيلة النباتات ليصبح مضرب الأمثال بالعامية للغفلة والغباوة وغياب الفطنة.