adsense

2020/04/06 - 2:53 م

بقلم عبد الحي الرايس

"ما بالخبز وحده يحيا الإنسان"
 إذا كان الخبز رمزاً لكل ما يغذي الجسد، فمن أين للروح الغذاء والمدد؟
 لا شيء غير الإيمان بالخالق الأحد، والفن الراقي صافي المنابع مُلْهِمِ الْفِكَر.
مخطيءٌ من يظن أن لقمة العيش كافية لتقوية البدن، ومواصلة الإنتاج والعمل، ما لم تقترن بتعهد للروح والسمو بها عن الدرك، والبعد بها عن الزلل.
في الْمُنطلَق: إيمانٌ صادق، ويقينٌ راسخ،وسُمُوٌّ في العبادة، ووفاءٌ في المعاملات
ثم فنٌّ يُرَوِّحُ عن النفوس، يُلامِسُ الْوِجْدان، ويَغْرسُ الْقِيَم
تتنوع مصادرُه، وتتعدَّد تجلياته:
مِنْ شَدْوٍ بِأرَقِّ الكلمات، وأبْدَعِ الألْحان، وأعْذبِ الأصْوات
ومسرحٍ يُلامِسُ الانشغالات، ويُدغدغُ الطموحات، يُؤْسِي ويُسَرِّي بمُجَنَّحِ خيالٍ، وحُسْنِ أداء، وبديع إخراج.
وأشرطةٍ ومُسلسلات تسمو ولا تَسِفّ، تنْسابُ فيها اللغة وتتلاحق الأحداث في إمتاعٍ ومؤانسة ودونما إخلال
ورسومٍ مُتحركةٍ للأطفال تُغذي الخيال، وتشُد الانتباه، تُمَرِّرُ اللغة وتسمُو بالأخلاق
وأشعارٍ وقِصصٍ وروايات وملاحمَ ومؤلفات تُغري بالقراءة، تُحقق المتعة والفائدة، تُهذب السليقة وتبعث على المحاكاة والاستلهام.
ومنابرُ كل ذلك معاهدُ ومسارحُ ومتاحف، ومكتباتٌ ودُورٌ للثقافة ومعارض ، وإعْلامٌ مَرئيٌّ ومسْموع يتخيَّر ما يَبُث ويُرْسِل، فيُسْهم في الارتقاء بالمجتمع، وتخليقه، وتهذيب ذوقه، واستثارة ذكائه، وإغناء حضارته.
وكل ذلك لن يَحدُثَ صُدفة، وإنما بتضافر جهودِ الدولة بكل ما تخُطهُ من برامج وتُحْدِثه من منشآت، ومبادراتِ المجتمع بكل ما ينبثق عنه من جمعيات ومنظمات، وما تكتشفه وتتعهده من مواهبَ وكفاءات.
ونَخلُصُ إلى القول بأن المجتمع الناهض هو مجتمع يسهر على سلامة مصادر غذائه، ويحرص في الآن ذاته على تنويع مناهل فنونه وثقافته ، والسمو بها عن كل تَدَنٍّ وإسفاف.