adsense

2020/04/03 - 12:10 م


بقلم عبد الحي الرايس
قُدْرةٌ على التصدي للعلل وحَصَانَة، هي في زمنِ الأوْبئة فُتُوَّة وتغذية، ورياضة وتَسْرية، وتمْكينٌ من مقاومَةِ تسَلُّلِ الداء، ومُغالبةِ الشعور بالعياء.
ولها تجلياتٌ أُخَر غيرَ مكافحة الداءِ والْوَهَن، تَخُصُّ النفسَ والروحَ قبل الْجَسَد.
هي حين تقوى عند المرء وتشتدُّ، تَقِيهِ التسلط والرِّياء، وتُلهمُهُ التواضعَ والإيثار، وتَحُثهُ على العطاء ونُكران الذات.
فتجد المسْؤولَ في موْقع القرار يَنْسى أنه كذلك، وينغمر في وسطه، ومع بني جلدته، يُقاسمُهم الانشغالات، ويُؤازرهم في الْمُلمَّات، ولا يهنأ له بال، ولا يطيبُ له عيش إلا بتعميم الخيْر وتحقيق الطموحات.
وتُلْفِي الثرِيَّ النبيل يَنْبري للعطاء ـ في تكتُّمٍ وإخفاء ـ للبائس المحتاج، وللذين "يحسَبُهم الجاهل أغنياءَ من التعفف" اهتداءً بقوله تعالى" وإن تُخفوها وتُوتوها الفقراء فهو خير لكم"
وتَلْقَى المُثقفَ الْمُستنير لا يفتأ يُشخصُ الواقع، ويُبَصِّرُ بالعواقب، يُصَحِّي الضمائر، ويَدُلُّ على الْمُنْجِي من المسالك.
ومن الناس من قَوِيَتْ لَدَيْهم المناعة بحصافة رأي ونفاذ بصيرة، فألهمتهم رائدَ المبادرات وجلائل الأعمال، ومكافحة الأهواء، ومغالبة النزوات.
ومنهم من تستدعي المناعة لديْهم تعزيزاً وتقوية، تذكيراً وتوصية، وليس غيرُ الإيمان وحسنُ الإصغاء بقادر على ذلك.
وإذا كانت الجائحة تُرْدِي، فالمناعة تُنْجِي، وتقويتُها باستمرار تُجْدِي
وخيرُ المجتمعات من عززت المناعة لدى أفرادها، ونشأتهم عليها منذ الصبا، وعودتهم عليها حِسّاً ومعنَى، فأقْدَرَتْهُم على الصمود أمام الأوبئة، والتماسُكِ عند الأزمات والشدائد.