adsense

2019/11/10 - 11:04 ص


بقلم عبد الحي الرايس
هي الصحوة المشتركة بين حاكم بيده مقاليد الأمور، وشعب طموح، لكنه مغلوب، يشكو الفاقة ولا يجد في التخلف والقناعة راحة، يعشق السلام، ويحب النماء، شبابه متقد الذكاء، مشبع بالحماس، إن لاحت بارقة أمل، أقبل من كل صوب وحدب يَعْمُر الديار، ويهتف بكل لسان: حي على تكافؤ الفرص، حي على البناء والعمل.
حدث هذا في بعض الأمصار فأحدث التغيير في أمد قصير، وبعد أن كان الحديث عن سنوات ضوئية تفصل بين بلدان نامية وأخرى متخلفة، صار الحديث عن معجزة سنغافورية وإثيوبية تنافسان اليابانية والكورية.
وفي المصر القريب والأفق غير البعيد تطلعات تسير بخطى حثيثة نحو اللحاق بركب النماء والإعجاز.
وعدوى الخير ينبغي أن تتداعى بين الأمصار، فتطوي المسافات وتُسرِّعُ اللحاق.
إن هو إلا هاجس يسكن الجميع، يتخطى القول والتصريح إلى العزم والتصميم ، فإذا بالتغيير يتسارع، والإصلاح يتلاحق.
تغيير يتجاوز النكسات والإخفاقات، والتجارب والعثرات، إلى وضوح الاختيارات، وصدق التوجهات، ليقوم على نبذ الترضيات، واستحضار الكفاءات، ومخلص التمثيليات، ووصل إسناد المسؤوليات بتفعيل المحاسبات.
تغيير يعلن عن حضوره بالملموس الملحوظ في الميدان قبل التبشير به والتنظير له في الإعلام، فينتزع الثقة، ويحظى بالمصداقية، ويحث على التجاوب معه والانخراط فيه، فإذا بالتعبئة تصير معلنة شاملة، وإذا بمبادرات التصحيح تاتي مندمجة متكاملة.
الصحوة المباركة إذا اقتصرت على المستنيرين الداعين إلى التصحيح، الطامحين إلى التغيير، فلن تعدو أن تكون حلما يداعب النفوس، ويصطدم بالواقع المعهود، ولكنها إذا صارت قاسما مشتركا بين حاكم ومحكوم، حققت الطفرة، وعبدت المسار نحو تسريع مسلسل الإعجاز والنماء.