adsense

2019/02/02 - 7:11 م


حالة تناقض مع الواقع والإنسانية، تلك التي شهدتها منطقة سهب الورد بفاس بصفة عامة ، بعد سقوط طفلين في عمر الزهور شهيدين تحت أنقاض سور مدرسة عبد الكريم الخطابي.
نعم صورة تناقض الواقع، أثارت استياء الساكنة وهي تعاين نقل جثماني فلذات أكباد أمهاتهما إلى رحمة ربهما، دون حضور أي فرد من سلطات المدينة أو منتخبيها، لم يحضر أي من هؤلاء حتى ليخفف الألم الذي يعتصر قلوب ساكنة المنطقة وساكنة فاس التي فجعها الحادث ،لينضاف إلى سلسلة المآسي التي تعيشها المدينة. هشام برباش أحد أقارب الضحيتين في تصريح لجريدة القلم الحر، حمل كامل المسؤولية في هذه الفاجعة لعمدة مدينة فاس ادريس الأزمي، حيث ظهر رفقة تلاميذ انخرطوا في احتجاجات تلقائية جراء هذا الحدث الأليم.
الصورة التي رأيناها، تتنافى مع حرمة الموت ورائحته التي ملأت المكان، جاءت لتتناقض مع منطق الوعود والبرامج، فبينما كانت قلوب الأهالي يملؤها الحزن والألم ، فضل المنتخبون البقاء في المقاهي واللاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع، في سابقة غير عادية تعكس لامبالاتهم بحرمة النفوس الزكية، بعيدا عن مسؤولياتهم كنواب لأولئك البسطاء من الناس، حيث أن الفاجعة كانت تقتضي منهم كل الإهتمام والحرص وإيلاء كل جهد ممكن.
حالة الاستهتار واللامبالاة هاته التي بجيدها من ابتلانا الله بهم، لا يمكن أن نصنفها إلا كما صنفها الدكتور النفسي روبرت مارين، حيث يقول : "إن اللامبالاة ممكن اعتبارها عرض أو متلازمة أو مرض".
الطفلين انس وعرب ماتا مرتين، مرة تحت سور بدون أساس، وقتلا مرة ثانية بسبب الإهمال ولامبالاة الأوصياء على تدبير شؤون الناس.