adsense

2019/02/01 - 10:06 م

بقلم ابراهيم فارح
في يوم من الأيام بأحد المناطق التي لا تمت للتنمية بصلة، جاء فارس المدينة الأول وعمدتها، بعد أن فرض القيود وإلزام من يدخل إلى ساحة القاعة أن يبتلع لسانه ولا يستخدمه إلا للتهليل والتطبيل" لمنجزات" هذا البطل المغوار، ورغم أن القاعة لم يدخلها إلا من كان مسلما ومستسلما فإن الأمر لم يخل من بعض حالات التسلل التي أحبطت مخطط التصفيق الذي كان معدا سلفا للخطبة العصماء التي سيلفيها رضي الله عنه، فظهر الحق وزهق الباطل، ففقد صاحبنا صوابه.
فأرغد وأزبد ونزع سترته وأخذ يشمر أكمامه عن ساعديه والعرق يتصبب من جبينه وهو يصيح في وجه أنصاره "الواتساب لن ينفعكم، الفايسبوك لن ينفعكم ." لقد كان كلامه المبطن يحمل الكثير من الإشارات التي ربما لجهلنا بمكر وغدر الزمان لم ننتبه اليها، لقد صدق في كلامه ووعده ووعيده ومنذ ذاك الحين وهو يتربص بمستعملي الفضاء الأزرق وأطلق لشصه العنان، يجول بين ثنايا الكلمات يؤولها ويشرحها، ويفصل الجمل والمعاني، محاولا الإيقاع بصيد ثمين يعول عليه من أجل قضاء ما تبقى من عموديته في مقبرة مهجورة لا يعكر صفو صمتها نقيق غربان ولا حتى ترانيم عصافير.
وصاح من وراء حجاب، صوت كسر همهمات القاعة، "محكمة" وصمت الجميع وكلهم ترقب ان يكون رضي الله عنه كريما بمنصبه، وفيا لأصوات صدحت من أجله ليخرجها من غياهب السجون، حنونا عطوفا ككل كبير في مدينته.
لكن خاب الظن، وانعدم الرجاء، وتقطعت السبل ونطق القاضي:
حكمت المحكمة بسنة سجنا موقوفة التنفيذ، غرامة سبعة آلاف درهم، وعشرة آلاف درهم  تعويض لفائدة رضي الله عنه.
سيدي القاضي لمن نرفع دعوانا في مدينة استحالت الأحلام فيها كوابيس، من يعوضنا عن سني القحط التي عشناها ونعيشها، من يسجن من كبل أحلامنا وأحال أيامنا سوادا في سواد.
لله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.    
كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .. بلغ من خلقه أنه كان يلتمس المعاذير للمخطئين .. ويحسن الظن بالمذنبين ..
وكان إذا قابل عاصياً ينظر فيه إلى جوانب الإيمان قبل جوانب الشهوة والعصيان ..
يعاملهم كأنهم أولاده وإخوانه .. يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه.