adsense

2019/02/08 - 10:13 م

بقلم الاستاذ حميد طولست
وأنا أتنقل ، من باب الفضول ، بين القنوات التلفزية الوطنية والفضائيات العالمية، قبيل رحيل السنة الميلادية القديمة وحلول الجديدة ، أثار إهتمامي أنها جميعها لم تفوت فترة الذروة الإعلامية -كما تسمى عند المتخصصين في عالم الإعلام والإعلان- لحشد كل مجهوداتها وتجنيد جميع مراسليها ومذيعيها وتقنييها لتغطية احتفالات إستقبال العام الجديد ، في جو من المنافسة الشرسة بينها ، مركزة على تفاصيل المناسبة السعيدة ذات التكاليف العالية ، التي عاشها ميسورو العالم ومشاهيره صحبة عائلاتهم ، بالبهجة والفرحة التي تنوعت ما بين الرحلات السياحية والألعاب النارية والحفلات الراقصة والغنائية ، التي لم تراع ظروف المحرومين والبسطاء والفقراء ، الذين لم يترك الغم في قلوبهم ولو مجرد هامش ضئيل من مشاعر الفرح والبهجة بالعام الجديد ، الذي توعدتهم توقعاته بجحيم البؤس واليأس والاحباط الكارثي، ما لم تتنبه خلاله حكومتهم الموقرة ، للظروف العصيبة والبالغة الخطورة التي يمرون بها في وطنهم المنهوب، وأن يعمل أصحاب القرار فيه على تخليصهم منه ، والنهوض بأمرهم من التخلف لحياة افضل مليئة بالسلام والرخاء ،ينعم فيها أطفالهم بالأمن والأمان .
فالنهوض من التخلف ليس مستحيلا ، لكنه لا يتتحق بالخطابات الرنانة والشعارات البراقة ولا بالتمنيات والمناشدات والبيانات والاستنكارات، لأنه مسألة ارادة وادارة ، والطرقه معروفة ومحددة ، وتنحصر في الاهتمام بصحة وتعليم الفئات الهشة والفقيرة ولا شئ آخر .
وفي انتظار ذلك ، فالمواطن على إستعداد لاستقبال العام الجديد معكم بالفرح والبهجة والزغاريد ، والإحتفال مع المحتفلين، والرقص مع الراقضين ، ويتقدم لهم بالتهاني والتبريكات ، ويتمنى لهم الفرح والسعادة بحلول السنة الجديدة..