بقلم الاستاذ حميد
طولست
وأنا أتنقل ، من
باب الفضول ، بين القنوات التلفزية الوطنية والفضائيات العالمية، قبيل رحيل السنة الميلادية
القديمة وحلول الجديدة ، أثار إهتمامي أنها جميعها لم تفوت فترة الذروة الإعلامية
-كما تسمى عند المتخصصين في عالم الإعلام والإعلان- لحشد كل مجهوداتها وتجنيد جميع
مراسليها ومذيعيها وتقنييها لتغطية احتفالات إستقبال العام الجديد ، في جو من المنافسة
الشرسة بينها ، مركزة على تفاصيل المناسبة السعيدة ذات التكاليف العالية ، التي عاشها
ميسورو العالم ومشاهيره صحبة عائلاتهم ، بالبهجة والفرحة التي تنوعت ما بين الرحلات
السياحية والألعاب النارية والحفلات الراقصة والغنائية ، التي لم تراع ظروف المحرومين
والبسطاء والفقراء ، الذين لم يترك الغم في قلوبهم ولو مجرد هامش ضئيل من مشاعر الفرح
والبهجة بالعام الجديد ، الذي توعدتهم توقعاته بجحيم البؤس واليأس والاحباط الكارثي،
ما لم تتنبه خلاله حكومتهم الموقرة ، للظروف العصيبة والبالغة الخطورة التي يمرون بها
في وطنهم المنهوب، وأن يعمل أصحاب القرار فيه على تخليصهم منه ، والنهوض بأمرهم من
التخلف لحياة افضل مليئة بالسلام والرخاء ،ينعم فيها أطفالهم بالأمن والأمان .
فالنهوض من التخلف
ليس مستحيلا ، لكنه لا يتتحق بالخطابات الرنانة والشعارات البراقة ولا بالتمنيات والمناشدات
والبيانات والاستنكارات، لأنه مسألة ارادة وادارة ، والطرقه معروفة ومحددة ، وتنحصر
في الاهتمام بصحة وتعليم الفئات الهشة والفقيرة ولا شئ آخر .
وفي انتظار ذلك
، فالمواطن على إستعداد لاستقبال العام الجديد معكم بالفرح والبهجة والزغاريد ، والإحتفال
مع المحتفلين، والرقص مع الراقضين ، ويتقدم لهم بالتهاني والتبريكات ، ويتمنى لهم الفرح
والسعادة بحلول السنة الجديدة..