adsense

2015/10/18 - 8:51 م


القلم الحر
الرد هذه المرة جاء على غير المتوقع من الشعب السعودى ومثقفيها بعدما تطاول إعلام الانقلاب على المملكة وعلى العاهل السعودى الذى أعلنت سياسته أنه لن يدعم الانقلاب مرة أخرى.
ففي رد شديد اللهجة على تطاول صحيفة الأهرام فى عدد الجمعة الماضي على العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وتهجم محمد حسنين هيكل من قبله على المملكة دعا مفكرون سعوديون إلى ضرورة تحرك المملكة لتدارك الخطأ الذي وقعت فيه بدعم الانقلاب والعمل على الإطاحة بالسيسي بتوفير  خروج آمن له.

الإطاحة بالسيسي
من جانبه دعا الكاتب الصحفي السعودي عبد الله المفلح الخليجيين أن يعترفوا أنهم أخطأوا في دعم "الانقلاب العسكري" في مصر، مطالبا بـ"خروج آمن" للسيسي من مصر، على حد قوله.
 وفي مقال نشرته صحيفة "التقرير" الإلكترونية, أضاف المفلح "أن مصر قوية وراسخة, هي في صالح العرب، ولو كان على سدة الحكم فيها إخواني أو شيوعي أو يساري، المهم أن تكون قوية ومتماسكة".
وتابع المفلح "النظام الحالي في مصر فشل، ولم يبق سوى قلة قليلة من المقربين له, يرون عكس ذلك, أما باقي الشعب المصري فلم تعد تنطلي عليه أكاذيب الإعلام, إذ يرى الفشل بعينه, ويلمسه في كل مكان, مصر على شفا انهيار"، حسب تعبيره.
واستطرد " الدولة العميقة في مصر وبعض دول الخليج كانوا يرفضون الحكم الديمقراطي، ولذا دعموا الانقلاب، والإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي"، على حد قوله. وسخر المفلح مما سماها مزاعم قيام الإخوان بأخونة مؤسسات الدولة، لتبرير الإطاحة بمرسي, قائلا :"لن أرد على هراء الأخونة, فكل عاقل كان يدرك أن مؤسسات الدولة العميقة لم تكن لتسمح للإخوان بالسيطرة على الدولة,  فالجيش وقيادته العسكرية كانت خارج سيطرة الإخوان، ومثلها القضاء، ومثلهما الإعلام, لو استمر مرسي في الحكم, لسارت مصر وفق توازنات القوى الداخلية هذه إلى بر الأمان، إلى منطقة وسط ليس فيها غالب أو مغلوب".
وتابع " مصر تتمزق, حيث تعاني من اقتصاد منهار، ومرافق حكومية تثير الرثاء، وأوضاع أمنية متردية، وقتل في الشوارع على الهوية, وملاحقات واعتقالات وتلفيق قضايا، وإعلام مسطول، وداعش تتمدد, وأموال الخليج اللي زي الرز ذهبت للفاسدين, ولم تنجح في إعادة إحياء الاقتصاد المصري، كما كشفت التسريبات التهكم على حكومات الخليج".
 واستطرد "المهم ألا تنتظر السعودية طويلا, فكل يوم يمر يقرب مصر من كارثة الانهيار". وفجر الملفح مفاجأة مدوية, قال فيها إن الحل يتطلب قيام السعودية بإقناع دول الخليج، بضرورة رحيل نظام السيسي, وأن تقود السعودية حوارا جادا مع المجلس العسكري يضمن توفير خروجٍ آمنٍ للسيسي من مصر، وتعهد بعدم الملاحقة القضائية دوليا, وإعادة مرسي بشكل مؤقت، ثم إعلانه عن انتخابات رئاسية مبكرة, تتم بمراقبة دولية.
ولتنفيذ هذا التصور، دعا الكاتب السعودي بلاده إلى استخدام سياسة العصا والجزرة مع النظام في مصر، قائلا: "في حال رفض المجلس العسكري فكرة إزاحة السيسي، فستتوقف دول الخليج عن دعم النظام العسكري ماديا واستثماراتيا, والقيام بشكل غير مباشر بدعم المجلس الثوري المصري في الخارج بخصوص طلبه ملاحقة قادة النظام الحالي قضايا على المستوى الدولي على مقتل المئات في ميداني رابعة والنهضة", حسب تعبيره.

النجيمي يرد على تطاول الأهرام
كما هاجم الأكاديمي بالمعهد العالي للقضاء السعودي الدكتور محمد النجيمي، اليوم الأحد، رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية محمد عبدالهادي علاّم بعد انتقاده للمملكة، واصفا إياه بـ"المعتوه" وكلامه بـ"الهراء".
وقال النجيمي في سلسلة تغريدات له عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن صحيفة "الأهرام كبرى الصحف الحكومية الرسمية المصرية، وجهت انتقاداتٍ مباشرة وغير مباشرة هي الأعنف منذ سنوات، للسياسة السعودية".
وأشار النجيمي أن رئيس تحرير الأهرام "يصف السعودية بالاستعباط السياسي والجهل وقصر النظر! فأقول المثل (رمتني بدائها وانسلت)، وإللي ما يشوفش من الغربال أعمى! يا أبله".
وبخصوص التهديدات التي وجهها رئيس تحرير الأهرام للسعودية، أشار النجيمي إلى أن "رئيس تحرير الأهرام يهدد السعودية بأنه لن يحارب إيران! فأقول من يقتل شعبه لا ينفع غيره، ومن فشل في سيناء لا ينجح في غيرها ومن ترك الجيش بالشارع لا يفلح".
وقال النجيمي مهاجما رئيس تحرير الأهرام وهيكل: "ما تقوم به أنت وهيكل وأبي حمالات الصفوي (يقصد الإعلامي إبراهيم عيسى) لن يخيف السعودية، فهي دولة التوحيد والقرآن قامت على الجهاد لا الانقلاب ومخالفة الشرع".
وأكد النجيمي أن "ما حدث في 30 يونيو انقلاب وخروج مسلح دموي على ولي أمر شرعي بايعه أهل الحل والعقد! هذا أصل أهل السنة والجماعة ولكنك لا تفهم هذا!".
واتهم النجيمي علاّم بأنه يمارس "النفاق" و"التدليس"، موضحا أن شخصية رئيس تحرير الأهرام "تختزل الانقلاب والخروج على الحاكم الشرعي في الإخوان لتبرروا دمويتكم وغطرستكم وارتكابكم للمحظور الشرعي الواضح، وشعب مصر بالأغلبية التي تتشدقون بتطبيقها بايع الرئيس مرسي وأعطاه صفقة يمينه فجاءت غربان خراب فخرجوا على ولي الأمر الشرعي فينطبق عليكم الحديث".
وفي ما يتعلق باتهام رئيس تحرير الأهرام لـ"حماس" قال: "هم أولى أن يردوا عليه! وأما إنكاره على السعودية باستضافتها حماس! فبلدك أعادت سفير يهود القتلة، فأي الفريقين أحسن؟".
وأشار النجيمي أن "رئيس تحرير الأهرام ذكرني بمثل من يبصر القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه، وبالمصري لعله لا يعرف الفصحى، إللي بيته من الزجاج لا يحدف الناس بالطوب".
وعاد النجيمي لتذكير رئيس تحرير الأهرام بأنه، "ليس وصيا على السعودية صاحبة الفضل عليك وعلى بلدك تستقبل من تشاء (لحم أكتافك من الرز) إذا أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم، يا رئيس تحرير الأهرام تهنئ إيران على دبلوماسيتها الناجحة! تهنئها على قتل العرب بالعراق والبحرين ولبنان وسوريا! فإسلامك وسنيتك ضاعت فأين عروبتك؟".

صراع مكتوم بين القاهرة والرياض
من جانبها نشرت بوابة الأهرام يوم الخميس الماضي تقريرا بعنوان: حماس بالرياض والحوثيون بالقاهرة.. مصر والسعودية حلفاء فى العلن وغموض بالكواليس" وهو التقرير الذي يكشف قدرا من التوتر بين الطرفين لم قد ظهر للعلن بعد قبل مقال محمد عبدالهادي علام يوم الجمعة والذي تطاول فيه على المملكة بصورة عنيفة وغير مسبوقة.
وبدوره, أكد الكاتب الصحفي المصري عبد الله السناوي، أن هناك أزمة مكتومة بالفعل بين مصر والسعودية، مشيرا إلى أن نفي الأزمة من وقت لآخر ومرة بعد أخرى هو بذاته تعبير عن وجودها، موضحا أن الخلاف سيخرج للعلن مهما نفى الدبلوماسيون،بحسب تعبيره. وقال السناوي في مقال له نشرته صحيفة "الشروق" في 25 يوليو ، بعنوان: "هذه الأزمة المكتومة"، إنه "يصعب أن يصدق أحد أن الأمور طبيعية ووجهات النظر (متطابقة) بين مصر والسعودية فى الملفات الإقليمية الضاغطة".
وأكد السناوي أن الدور المصري في "عاصفة الحزم" هامشيا، قائلا:"بكلام صريح الدور المصرى يكاد يكون هامشيا فى إدارة الأزمة اليمنية القاهرة أخطرت بـ"عاصفة الحزم" قبل (48) ساعة من بدء العمليات ومشاركتها العسكرية بدت رمزية للغاية حتى يقال إن أكبر دولة عربية من ضمن التحالف الذى تقوده السعودية". وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني الموقع بين إيران والغرب، أوضح السناوي، أن الترحيب المصري بالاتفاق ناقض الانزعاج السعودي من احتمالات تصاعد النفوذ الإيرانى فى الإقليم بعد أن ترفع عنه العقوبات الاقتصادية والمالية، كما أن أجواء زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل أثارت تساؤلات قلقة فى القاهرة عن أهدافها وأبعادها.