adsense

2014/06/01 - 12:23 ص

لازال تعيين المراقب العام رئيس الأمن الإقليمي السابق بالجديدة " صقر دكالة " السيد نورالدين السنوني واليا على أمن العاصمة العلمية فاس ، وقد سبق أن قلنا إن هذا التعيين لم يكن اعتباطيا بل لحاجة الإدارة العامة لمثل هؤلاء المسؤولين الأمنيين في تدبير الشأن الأمني بالمغرب ، لازال تعيينه يرخي بضلاله على الساحة الأمنية بالجديدة ، إذ اعتبر الكثير رحيله خسارة كبيرة لإقليم
الجديدة وعلى رأسهم عامل الإقليم السيد معاد الجامعي ومختلف فعاليات المجتمع المدني التي وضعت علامات استفهام كبرى حول هذا الرحيل المفاجئ خاصة أن الرجل لم يمر على تعيينه على رأس هرم الأمن الإقليمي بالجديدة سوى سنة وبضعة أشهر وهي المدة التي أرسى فيها " صقر دكالة " القواعد الأمنية على أرض الواقع وأصبحت ملموسة وواضحة المعالم لدى العيان الذي ثمن وصفق كثيرا للمجهودات التي بذلها هذا " الصقر " منذ تعيينه واليا على أمن الجديدة مطلع شتنبر 2012 حتى رحيله في استباب الأمن والأمان لعموم المواطنين، ولا داعي  لذكر الإجراءات الأمنية التي قام بها في هذا المقام وهي معروفة لدى القاصي والداني
ومعروفة أكثر لدى أهل الدار " نساء ورجال شرطة الأمن الإقليمي بالجديدة " وبالاختصار المفيد كان الرجل المناسب في المكان المناسب ، يقول أحدالمواطنين ، وهي المقاربة التي تعتمدها المديرية العامة للأمن الوطني في إسناد مناصب المسؤولية .
فتاريخ ومسار " صقر دكالة " يشفعان له بأن يتبؤ أعلى المناصب الأمنية وهو جدير بها ، فتكوينه كان عسكريا على اعتبار أنه تابع دراسته الإعدادية والثانوية بالمدرسة العسكرية بالقنيطرة ، حاصل على الإجازة في تسيير المقاولات في بلجيكا ، وعلى دبلوم الدراسات العليا في الإدارة العمومية من المدرسة الوطنية بمونريال بكندا ، وعلى دبلوم الماستر في تخصص الموارد البشرية .
اتسمت جميع المهام الأمنية التي تقلدها بطابعها الاستعلاماتي ، حيث اشتغل نائبا لرئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالرباط ، فمنصب رئيس أمن مطارالرباط سلا ، فرئيسا لمصلحة الاستعلامات العامة بأمن بن مسيك سيدي عثمان بالدارالبيضاء، ورئيسا للمصلحة الولائية للاستعلامات العامة بالرباط ، فرئيس المصلحة الإدارية الولائية بنفس المدينة ، قبل أن تعهد له الإدارة العامة مهمة خاصة بالديار الكندية ، وقد تقلد " صقر دكالة " منصب رئيس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة بعاصمة النخيل مراكش ، كما شغل منصب مدير مديرية الاستعلامات العامة بالنيابة بالإدارة العامة للأمن الوطني بالرباط قبل تعيينه واليا على أمن الجديدة.
فطبيعة المهام ومناصب المسؤولية التي تقلدها خلال مساره المهني الجيد مكنت الرجل من الاطلاع على ملفات جد حساسة ، ارتبطت بقضايا الهجرة السرية ، والإرهاب ،والمخدرات ، وتبييض الأموال...
وحرصا من جريدة القلم الحر على مواكبة حدث رحيل " صقر دكالة " عن الأمن الإقليمي بالجديدة بقرار من المديرية العامة للأمن الوطني وتعيينه واليا على أمن فاس وسعيا لتقريب الرأي العام الوطني والمحلي من هذا الموضوع خاصة أنه أخذ مساحات كبيرة في وسائل الإعلام المحلية والإلكترونية بالإقليم.
وفي هذا الصدد قامت الجريدة خلال شهر ماي المنصرم باستطلاع للرأي استجوب فيه حوالي 2875 مواطنا ومواطنة موثق بالصوت والصورة سنعمل على إدراج بعض فقراته لاحقا بالجريدة الإلكترونية ، وتم اختيار هؤلاء المستجوبين من مختلف الفئات العمرية وبالطبع الراشدون منهم.
وعن رحيل " صقر دكالة " عن الجديدة ، جاءت النتائج على النحو التالي :
95,8 في المائة ضد رحيل الرجل عن الأمن الإقليمي بالجديدة علتهم في ذلك عدم إتمام مشروعه الأمني الذي جاء به لفائدة الإقليم خاصة أن أي مشروع يحتاج إلى مساحة زمنية لاتقل عن أربع سنوات ،" يقول هؤلاء "
4,2 في المائة مع رحيل " صقر دكالة " مادام الواجب المهني يقتضي ذلك ، يقول هؤلاء.
وعن الوضعية الأمنية خلال تقلده مهام تدبير الشأن الأمني بالجديدة كانت النتائج على الشكل التالي:
89,6 في المائة عبرت عن ارتياحها الكبير للمجهودات التي بذلت في عهده على جميع الأصعدة وخاصة بالنقط السوداء .
في حين عبرت نسبة 3,7 في المائة عن عدم رضاها للمردودية العامة لنساء ورجال الأمن بالجديدة في عهد ولايته.
أما نسبة 6,7 في المائة فأكدت على أن الأمر كان يحتاج إلى المزيد من المجهودات في مكافحة الجريمة والمجرمين.
وبنتائج هذا الاستطلاع يكون المراقب العام " صقر دكالة " السيد نورالدين السنوني ثاني مسؤول أمني يدخل تاريخ دكالة من أبوابه الواسعة بعد العميد " الحمدوشي " سبعينيات القرن الماضي أو كما كان يحلو للجديديين المناداة عليه " ب : " الكومسير كولومبو " تزامنا مع السلسلة التلفزية الشهيرة التي كانت تبث على شاشة التلفزة المغربية آنذاك ، حيث لازل من عايشوا هذا الكومسير يتذكرونه جيدا رغم مرور أزيد من 42 سنة على توليه مقاليد الشأن الأمني بالجديدة وذلك بفعل حزمه وصرامته في تدبير الملفات الأمنية، وكان هذا العميد حريصا أشد الحرص على تطهير بيته الداخلي " الأمن الإقليمي " لينطلق بعد ذلك في تطهير المدينة.
فتاريخ الجديدة سيشهد " لصقر دكالة " نزاهته وجديته وتفانيه في أداء الواجب المهني لايخاف في ذلك لومة لائم ، كما أن الرجل كان معروفا بانفتاحه على مختلف فعاليات المجتمع المدني وعلى وسائل الإعلام بكل تلاوينها وسيشهد له كذلك التاريخ بعدم تساهله مع نساء ورجال الشرطة المتهاونين الذين يعملون تحت إمرته ، والمقصرين في أداء واجبهم المهني أو حتى الذين تحوم حولهم الشبهات.
أما بخصوص العميد الإقليمي رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة السيد " عزيز بومهدي " فنتمنى أن يكون خير خلف لخير سلف ، ونتمنى أن يترك بصمته خلال مشواره على رأس الأمن الإقليمي كما تركها أسلافه المراقبان العامان السيدان " الحسان بومدين " و " نور الدين السنوني " الذي نتمنى له بهذه المناسبة كامل التوفيق في مهامه الجديدة رغم جسامة المسؤولية .