adsense

2022/12/01 - 1:52 م

بقلم عبد الحي الرايس

في الثامن عشر من دجنبر لسنة 2018 حسمتْ دولة قطر أمْرَها، وأصدرتْ قرارَها بتعميم استعمال اللغة العربية في المؤسسات التعليمية والإدارية، وتَغْريم المُتوانِين المُقَصِّرين.

وبموازاة ذلك واصلتْ استعدادها لاحتضان كأس العالم لكرة القدم بين عشرين نونبر (تشرين الثاني) وثامن عشر دجنبر (كانون الأول) 2022 باستكمال إعداد الملاعب الرياضية، والمنشآت الفندقية، وتهييئ وسائل النقل العمومية، وتوفير فضاءات الاستقبال وتَعداد المراكز التجارية، وإنجاز مُذهل الحدائق والأبراج، والعناية بمُختلِفِ مظاهر العمران.

ثم كان الاستقبال بكل ترحيب واعتداد في إطار الهُوية الأصيلة، بحمولتها الْقِيمِيَّة، ومرجعيتِها الدينية في سُمُوٍّ واعتدال، وشجْبٍ وإقصاء لكل مظاهر الْمَسْخ والاِنْزياح.

المَوْسمُ الكروي ألْهبَ الحماس، وشدَّ الأنظار، وجعل من قطر قِبْلة لهُواةِ الفُرجة، والمُتوافدين من السّياح.

وسَيمُرُّ الحدَث، ويُسْفِرُ عن رابح وخاسر، ومَنْ هُو بكأس العالم فائز، ولكن ستبقى قطر قلعة صمود ومركزَ استقطاب، بِمَنْأى عن أيِّ انبطاحٍ أو اسْتلاب.

وهي بِتعدُّدِ معاهدها، ومُراهنتِها على دعم البحث في جامعاتها، واستكمال تكوين وتأهيل الإنسان فيها، سَتُواصل بناءَ القِيَم ونُشدانَ الكمال، وارتقاءَ مدارج النماء.

ولها أن تُتَّخَذَ نموذجاً ومرجعية لمن شاء التحرُّرَ من التبعية، وتأكيدَ الاستقلال ولِمَ لا نواة لتضافر جهود توحيد الأمة وربح رهانات التنمية.

وقطر ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فإكسيرُ الصَّحْوة في مُتناول كُلِّ الأوطان، وخبراءُ اليونسكو وعلماءُ التربية ورُوادُ التنمية ينصحون ويُوَجِّهون إلى أن أيْسَر سبيل لتسريع وتيرة التنمية إنما يَتِمُّ خَطُّهُ باعتماد اللغة الوطنية، تَلِيها داعِمَةً اللغة السائدة.

فهلا كان الاعتبارُ وَالانْتِصَاح، والتداركُ وتصحيحُ المسار؟.