adsense

2022/09/21 - 9:35 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

النظافة تعني التخلص من المواد غير المرغوب فيها المكونة للنفايات ، وابعادها كليا عن الإنسان ووضعها في المكان المخصص لها ، أو إعادة استخدامها بطريق مفيدة ، لأنها تشكل مصدر من أخطر مصادر التلوث المنذرة بالكوارث البيئية التي تصيب الإنسان والنبات والحيوان بالأضرار البالغة جراء تلويثها للمياه التي يشربها البشر والحيوان والنبات، والهواء الذي يستنشقونه، والتربة التي يتغدون على منتوجاتها، والأمر الذي يفرض التخلص من الكم الهائل الذي يملأ منها المكبات العشوائية المنتشرة في كل مكان  ، عن طريق النظافة وإعادة تدوير النفايات ، كحل أمثل للحافظ على وجود بيئة امنة وقابلة للحياة وذات مردود اقتصادي ، الذي يلزم اصاحب القرار وضع سياسات حفيزية لتبني ثقافة تغيير وإصلاح أنماط الحياة بكل شمولياتها، والاستثمار في تربية الأبناء ، جيل المستقبل ، الذي تبنى عليه ،كخلف ، الاهتمام بالبيئة ونظافتها والمحفاظة عليها مما يؤدي إلى استمرار الأضرار التي عانت ولازالت تعاني منه بسبب جهل وتخلف الكائنات التي تحا في كنفها، وخاصة منهم المجتمعات العالم الثالث المتخلف ، الذي تحتاج غالبية عادات أهله وتقاليدهم السيئة السيط والذكر في التعامل مع محيطه، إلى الشجب والتنديد والتحذير من هول وقع سلبية التعامل معها، والتنبيه من عواقب التغاضي عن خطورة سوء تعاطي المجتمع معها علنية ويومياً ، والذي يشكل لها وللإنسان تعاسة كبيرة ، يصبح  عبأ ثقيلا على الإنسانية جمعاء.

موجب هذه المقدمة هو مرور مناسبة عالمية عظيمة " والتي هي "يوم النظافة "العالمي الذي مر بنا يوم الخميس 15/9 حسي مسي " كما يقول الرجل الشعبي المغربي ، أي بدون أن يهتم به أحد ، كمقياس على قيمة النظافة ومكانتها في حياة مجتمعنا ، ودليل على  قلة اهتمام المسؤولين والمنتخبين بدورها في الحفاظ على سلامة صحة ناخبيهم ، الذيبدو جليا في  سلوك عامة في مجتمعنا

فكم هو مؤلم أن ينطبق علينا القول الحكيم:"سلوك الانسان هو أفضل ما يدل على سياسته وليس الخطابات ، فالكلمات قد تكذب ولكن التصرفات لا تنطق دائما إلا بالحقيقة" ،والقول البليغ :إن الذي لا يجد اللذة في التخلص من نفاياته لن يكون إنسانا نظيفا أبدا" .

وحتى لا نطيل التذمر والشكوى ونترك اللطم والبكاء على حالنا المؤلم الذي نحن عملناه ورسمناه ، وارتضيناه نهجا متداولا ومبدأ لا محيد عنه ، رغم ترديد ألسنتنا مقولة: "النظافة من الإيمان"، فلابد لي بالمناسبة من التذكير بيوم النظافة العالمي الذي غاب عن اهتمام الجميع ، ولم تهتم به وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمة ، ولم تنتبه إليه وسائل التواصل الاجتماعي ، والذي هو يوم يجتمع فيه متطوعو العالم من أجل جمع النفايات من الشوارع وتنظيف المدن ضمن برامج يعد التعاون من أهم مبادئ هذه الحركة وتعمل على بث الروح الايجابية لدى متطوعيها وتعليمهم مبادي القيادة واستخدامها في حلّ التحدي العالمي المتمثل في سوء إدارة النفايات وكيفية التخلص منها وخلق فرص عمل، وزيادة التنمية الاقتصادية في إعادة الاستخدام والإصلاح وأنشطة إعادة التدوير وصنع السماد.

وقد بدأت فكرة هذه الحركة عام 2008 في "استونيا" دولة صغيرة شمال أوروبا حيث تطوع 50 ألف شخص لتنظيف الدولة في خمس ساعات، ومنها انطلقت الفكرة إلى العالم أجمع وقد تطورت الفكرة في العام 2011 عندما تم تأسيس حركة عالمية مختصة بيوم عالمي للنظافة، يقع مكتبها الرئيسي في نيوزيلندا تسمى هذه Let’s Do It World. ، الحركة التي توسعت لتصبح الأكبر من نوعها في العالم، فتزايد عدد الدول إلى 157 دولة و18 مليون متطوّع من جميع أنحاء العالم يعملون معاً لتنظيف العالم من النفايات، شعارها "يوم واحد، كوكب واحد، هدف واحد".