adsense

2019/08/24 - 1:32 م

بقلم عبد الحي الرايس
ناشئةُ الوطن مَنْجَمُهُ الثمين، ومَشْتلُهُ الكبير، وثرْوتُه التي لا تُقَدَّرُ بثمن والتعليمُ راعيها ومُتعهِّدُها، مُكتشِفُ قابلياتها ومواهبها، ومُعِينُ كُلٍّ منها على معرفةِ طريقه، واستكمالِ نُضْجه، وتحقيقِ ذاته.
طفلةٌ مُهْمَلةٌ في بلد، واتَتْها فرصةُ حَظٍّ بالانتقال إلى بلدٍ آخر، نالتْ فيه حظَّها من التعليمِ واستكمالِ التكوين، فتحولتْ من راعيةٍ في بلدِ الْمَنْشَإ إلى وزيرةٍ في بلدِ المَهْجَر.
وأخرى على كَتفِ مُتَسوِّلة، وآخر في ورشةِ حدادة، يُطِلاَّنِ على عالمٍ مَوَّارٍ بالحركة، وليس يُدرَى ماذا ستصْنعُ بهما الأيام، وأين ستَقْذفُ بهما وسط الزحام.
وكثيرون هم المنْسيون في أعالي الجبال والقرى النائية، وحتى في الفصول المكتظة، والمدرسةِ العموميةِ التي رُفِعَتْ عنها اليد، ووُكِل أمرُ الناشئة فيها للأطر المتعاقدة.
وفي نفس السياق كفاءاتٌ تنضج، بعزيمةٍ لا تُغْلَب، وعصاميةٍ لا تُحْبَط، تَفْتقِدُ فرصتَها في الوطن، فتلتمسُ قَدَرَها في المَهْجَر.
والعالمُ قريةٌ صغيرة، وكُلُّ البلاد التي حققت وثبتها، ورفعت شأنها، جعلت التعليمَ تحديَها الأكبر، ورهانَهَا الأول، ومضتْ في طريقها ترفعُ شأنَ المعلم وتُقدِّسُه، تُوحِّدُ التعليم وتُعمِّمُه، تُفَرِّدُهُ وتُطوِّرُه، تَمنحُ البحثَ العلمي نصيبه الكبير، تُلزمُ بالتعليم الجميع، وتُسَوِّي فيه بين ابْنِ البسيطِ ونَجْلِ الوجيه.
وبذلك تُراهنُ على استثمار كافةِ مواردها البشرية، فليس يُدْرَى من أين تتفجَّرُ طاقاتُ النبوغ والعبقرية.
وإن بلداً ينْأى عن ذلك، ويتلمَّسُ السبيلَ نحو التنمية برفع الشعارات، أو توحيدِ المسارات، لن يُنتجَ غير النَّمَطية، ولن يبرحَ مكانه عند أسفل سُلَّمِ التنمية، وسيظلُّ البلدَ الْمُصِرَّ على الإمعانِ في إضاعةِ البوْصلة.