adsense

2017/02/28 - 5:16 م




بقلم الأستاذة آمال السقاط الضخامة

سبحان من  في ملكوته يدور الفلك دورته ,فيهمس الليل بظلامه مهللا مسبحا للخالق الحق منتظرا اشراق فجر حيث يبزغ يوم جديد ,نهار يلوح في الافق جديد مجيد سعيد فريد بنور متدفق,وتدور الايام يوما بعد يوم ليكتمل الشهر فياتي الشتاء بعد الخريف ويزهر الربيع ليبهج الصيف .,فيضيف ويضيف ولا يملك الانسان الضعيف  الا الخشوع الى العلي القدير اللطيف متاملا متدبرا المراحل التي يمر هو ايضا منها طفولة ,مراهقة  فشباب تم كهولة وشيخوخة. ولعل المتامل في هذه المراحل سيدرك ان المرحلة الاساس هي مرحلة الطفولة من هنا وجدتني اسال , وبشكل مشروع "كيف نتعامل مع الطفل المراهق؟؟".  لعل هذا السؤال المتشعب العميق , يتطلب منا الاجابة عنه المرور ايضا بمراحل عدة  بداية من الحديث عن الكيفية  كاسلوب او طريقة اومنهجية او معايير مرشدة ومساعدة لغا يات محددة مسبقا كمثال او نمط او نموذج الى التعامل, وهذا الامر يتطلب فحصا ودراسة وتحديدا للارضية في عناية التي سننطلق منها والمؤشرات المفرزة لجملة من الافعال وما قد ينجم عنها كرد فعل او استجابات مختلفة لعوامل مؤثرة معينة الى الحديث عن الطفل الهدف والغاية, كرمز للقدسية والحياة والحب والامل والمستقبل .
فالطفولة كاهم مرحلة  تتطلب التنشئة السليمة وتستدعي عناية واهتماما خاصين لتربية الاطفال وتنشئة الاجيال تنشئة سليمة غير معطوبة, وتكوينهم التكوين الناجح الناجع لجيلهم والمنسجم وعصرهم دون افراط او تفريط, ذلك ان التربية فن وابداع يتغيا صناعة المستقبل بكل موضوعية ونجاعة مع تدبر واستبصار ثم حكمة وبراعة.
من هنا تبقى, من اولى الاولويات للوصول الى هذه الغاية دراستها , فهمها وفهم قدراتها وطرق التعامل معها مسالة ملحة وحتمية, ذلك ان شريحة الاطفال في مجتمعاتنا العربية عامة والمغربية خاصة تشكل نسبة واسعة في المجتمع مما يتطلب منا اهتماما اعمق, وعناية ادق, وما هذا الاهتمام او تلك العناية والرعاية الا اللبنة الاساس لرسم استراتيجية مستقبل واضحة المعالم , ووضع خريطة طريق معبدة المراسم محددة الاهداف والمرامي وكذا الغايات.           ولن اخالف الحقيقة اذا قلت ان دراسة  الطفولة في الواقع العربي عامة والمغربي خاصة, لم ترق بعد الى الاهداف المتوخاة منها, حيث لم تاخذ لا  حقها ولا مداها, بل يقتصر الامر على محاولات مبعثرة هنا وهناك لا تلقى اي صدى في المجتمع, والا ما كنا لنرى ما نراه او نعاني منه بمرارة  كاباء او مربين او اخصائيين او فاعلين جمعويين من انحراف وعنف فئة , وانجراف اخرى واصطدامها بتيارات وظواهر غريبة فجرت اطفال الشوارع, والمشردين والمجرمين والمتطرفين والمشرملين بالجملة , والامهات العازبات وهن بعد طفلات, و..و.. ولنقل باختصار انها نتيجة طفولة مغتصبة معطوبة.
وهكذا يكون التساؤل, "كيف نتعامل مع الطفل المراهق اليوم ؟" اكثر الحاحا من ذي قبل نظرا لاسباب شتى, اذكر منها عاى سبيل المثال لا الحصر تسلط وتسلطن العولمة بما اكتسحت به العالم , وفرضته من ثقافات غربية عنا, لم تتهيا لها مجتمعاتنا بعد  بالشكل الناضج الواعي والمسؤول, حيث اخذت الشكل دون المحتوى او الجوهر, منبهرة ببريق اضوائها منجذبة باطياف وشبح الوانها, فانشغلت بالكم دون الاهتمام بالكيف.
وكما نعلم جميعا ان كل فرد ماهو الا نتاج بيئته الثقافية التي تكون شخصيته بتفاصيلها الكبيرة منها والصغيرة, وتتحكم بنموه الفكري واليات التفكير لديه, مما قد يشكل خطورة في تنشئة الطفل تنشئة تتذبذب بين ثقافتين مختلفتين او اكثر, وعندما نقول ثقافة نقول انتماء ,فكر, لغة, تاريخ فلسفة, ايديولوجيا, اصالة نقول هوية.
فهل هناك يا ترى من خصوصيات للطفل العربي عامة والمغربي خاصة ضمن هذا الزخم المتعدد والمتجدد وربما الامتناهي من الثقافات المتجددة  الطاغية والمتغطرسة باسم العولمة في شبه غياب لدراسات عن الطفولة العربية المغربية, وابحات واختبارات او استطلاعات مع احصائيات وبيانات للنتائج التي تخرجها وتستقيها من الواقع العربي المغربي لتكون مدخلا لفهمه ودعمه او اصلاحه وتقويمه؟؟؟ اقتحام اعصار التكنولوجيا الجديدة المتجددة المحمومة بالتغيير والاباحة والحرية اللامسؤولة, اسرا لا زالت تصارع من اجل لقمة عيش او رغيف خبز بكرامة, بل استلبت عقولا لا زالت تحارب الامية والجهل والفقر والبطالة والمرض وتقاوم بكل ما اوتيت من قوة بغرض البقاء وحسب.                
ناهيك عن استهتار بعض وسائل الاعلام , ولا مبالاتها بما تقدمه لنا ولناشئتنا اليافعين الاطفال المراهقين, ناشدة الربح المادي على حساب الانفساخ الخلقي او الانحلال الى حد اللامعقول بل الى حد الجنون احيانا في ظل اسر كان ولا زال, وسيظل عمادها التربية, والاخلاق والفضيلة, والحياء ثم الحياء ولا حياة دونه او سواه في مجتمعاتنا العربية المغربية الاصيلة.                               ولن انس طبعا انفلات زمام الامور بالنسبة لبعض الاباء, مما يجعلهم يتملصون هم ايضا من مسؤولياتهم تجاه ابنائهم متشدقين وربما متباهين ب"انفتاحهم"  على ثقافة الغرب وممارسة عاداتهم وتقاليدهم دون تؤدة اوموعظة مفتخرين بتحضرهم الفارغ المزعوم, وتحسرهم الساخط المشؤوم عن ما فات وما هو ات وصدق من قال "ان الاشياء التي تصنع عظمة الانسان هي التي تقبره" ولعل هذا هو اكثر ما يزلزل كياني ان تدفع طفولة بريئة فاتورة هذه الحضارة المندفعة دون كوابح, وفي شبه غياب لحصانة اومناعة واقية لها , ذنبها الوحيد هو انتماؤها لعصر جعل من الكون قرية صغيرة.
ولعلنا ونحن نتحدث بحرقة عن طفل اليوم, فمن باب الانصاف والموضوعية ان نميز اكثر فاكثر بين قضايا الطفل وحاجيات الطفل, لاننا في العمق نتحدث عن اطفال, وليس عن طفل واحد, (طفل المدن,طفل العمال ,طفل الفلاحين طفل...,وطفل..., فكل طفل له مرجعياته العرفية الاساس التى يعتمدها انطلاقا من بيئته وطريقته في حديثه عن نموه الفكري والجسدي والعاطفي ومن ثم عن احتياجاته الخاصة ومن منطلقه الخاص ولعل هذا الامر يستدعي منا التطرق الى مسالة تكافؤ الفرص اهي وهم ام واقع ؟لا سيما بالنسبة للطفل المراهق؟؟؟
يتبع..