adsense

2024/05/01 - 12:26 ص

كتب ح.سطايفي لموقع الجزائر تايمز

تمر بلادنا الجزائر بأزمة سياسية خطيرة جاءت نتيجة مباشرة لانهيار اقتصادي على المدى الطويل، فوفقا لمعهد الاقتصاد العالمي والإدارة فإن الأزمة في الجزائر تعتبر استثنائية من حيث الحجم وآثارها الإنسانية والديموغرافية على حد سواء؛ إذ تعاني البلاد من نقص كبير للمواد الأساسية وهجرة هائلة غير شرعية عبر البحر، لأن سكانها يعانون من الجوع ومحرومون من العلاج الطبي، والغريب في الأمر أنه علاوة على النقص الخطير في الضروريات الأساسية يواجه الجزائريون أيضا صعوبات في التوفر على الغاز والبنزين، الذي يعد المصدر الرئيسي لموارد البلاد.

وفي خضم الانهيار الاقتصادي والضرب تحت الحزام بين أجنحة السلطة، الجميع يتسأل حول من يقف خلف بن سديرة السعيد من داخل الجيش، ومن يقدم له العون والدعم، مؤكدين أن الرجل لا يعمل منفردا؛ بل يتحرك بناء على خطوات مدروسة بعناية وذلك بالاتفاق مع رجال نافذين، يخططون للإطاحة بالجنرال شنقريحة، مدافعين عن نظريتهم بأن هناك ضباط غير راضين عن آداء شنقريحة ومن حوله، ويسعون إلى فضح ممارساته أمام الجماهير، ليشكلوا بهم غطاء شعبيا يسمح لهم بالتحرك لاحقا، حيث ذهب أنصار ذلك التساؤل إلى أن رجال المغتال القايد صالح من ضباط الجيش والمخابرات في طريقهم إلى الانقلاب على الجنرال شنقريحة، بعد أن ضيع مقدرات البلاد وأفقر الشعب وأنفق إيرادات الدولة على مشروعات وهمية، لا تصب في مصلحة المواطنين، بخلاف نفقات أسرته التي فاقت الملايين الدولارات في أمريكا وبريطانيا، لهذا يتسائل البعض هل سينقلب الجيش على الجيش؟، وهل يسعى أحد القيادات النافذة إلى التخلص من الجنرال شنقريحة وينقذ الجزائريين من براثين الفقر التي تلتهم كرامتهم وإنسانيتهم؟، بعض المؤشرات قد تأخذنا إلى هذا الاتجاه؛ ورغما عن ضعف أدلتها إلا أنها مطروحة بقوة بين كافة الأطراف المؤيدة والمعارضة، ووسط كل هذه التساؤلات يستمر كلب المقبور الجنرال نزار في ضرب مصداقية شنقريحة أمام أتباعه وتقطيع شباك الوهم التي نسجها النظام حوله، محدثا حالة من التخبط بين صفوف رجال الحكم؛ ورغم حرص الجنرال شنقريحة على اتباع سياسة "الكرسي الدوار" مع كبار القادة العسكريين من أجل التخلص المبكر من كل نجم عسكري محتمل، ولمنع الانقلاب عليه، شهدت الأشهر الأخيرة مؤشرات على احتدام الصراع بين الجنرال شنقريحة وباقي الجنرالات، حيث جرت عملية إقالة واسعة النطاق لأكثر من خمسين من كبار قيادات الجيش والمخابرات، وذلك بصورة غير متوقّعة من دون تقديم أي مبرر، مما يدل على أن الشهور القادمة إما سيعمر شنقريحة في الحكم طويلا، أو سيظهر إله جديد في الجزائر ويبعث معه دمية جديدة للبلاد عفوا رئيس جديد للبلاد، على حد قول الكاتب.