adsense

2018/12/01 - 10:33 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
كم هو مربك لعقل وروح الكاتب ، أن يتثاقل انسياب أفكاره وأساليبه الأثيرة ، ويتباطأ تدفق إنتاجيته المثرية التي اعتاد ممارسة حياته عبرها ، ويداخله إحساس شديد بأن الإلهام قد هجره ، وأنّ القدرة على الكتابة قد تخلت عنه ، وأنه فشل في مواجهة ما فاجأه من توقف عن الكتابة رغم تكرار المحاولة مرارا ، تماما كما حدث معي مند مدة ، حيث خفت نور الكتابة ،الذي  ظننت أنه لا ينطفئ أبداً ، والذي سلبني توقفها - جسدياً وليس فكرياً -النوم ، وجعلتني الرغبة الملحة فيها "كالزمار يموت وأصابعه تلعب" كما يقول المثل العربي ، ودفع بي للتساؤل ، هل تأتي على الكتاب والمبدعين أوقات يشعرون فيها بعدم القدرة على الكتابة ؟ وهل تمثل حالة الانقطاع قلقا وألما لمن يصاب بها، وأُسائل أهل القلم إن هل هناك وصفة سحرية لمواجهة السكتة الأدبية ، أو طقس خاص يحرر الذاكرة من مكابح ملكة الكتابة ، أو استراتيجية فعالة لتحفيز السجية للعودة للسباحة في مساحات الكتابة المثرية كما كانت في السابق.
مؤلم فعلا أن يكتشف الكاتب أنه لم يعد قادراً على التعامل مع ما كان يغريه من الأوراق والأقلام وشاشات الحواسب الفضية ، وهو الذي يعتبر أنه لا جدوى لوجوده خارج إطارها وإطار فعل الكتابة التي ليست عنده حاجة فقط ، بل قدر وعادة وملاذ وقدر ووجود وعيش لا معنى لحياته بدونها..