adsense

2018/12/21 - 7:43 م

بقلم عبد الحي الرايس
بُذورَ البنفسج والرَّيْحان، بذورَ الخير والأمان، بذورَ التسامح والإيمان
وانظروا كيف يَعُمُّ السلام ويَسُودُ الوِئام
لا تُرددُوا هيْهاتَ هيهات، إن الوقتَ فات، وما مضى خيرٌ مما هو آت
أضيئوا شموعَ الأمَل، وادْأبوا على الجِد والعمل
تصالحُوا مع ذواتكم، وأشيعُوا الثقةَ بينكم
كان التائهُ في الصحراء إذا أبصر ناراً على عَلَم (جَبَل)، يَمَّمَها (قصدها)، فحظِيَ بالْجُود والكرم
إلى أن صار كلُّ من ذاع صيْتُه وتألق نجْمُه يُقالُ في حقه المثل: "كَنَارٍ على عَلَم"
العُمْرُ قصير، وخيرُ الناس من اهتدى إلى سواء السبيل، فسعى في إصْلاحٍ وتيْسير
حكايةٌ أذْكُرُها ولا أنساها، فيها عِبْرةٌ لِمَن تمَلاَّها
اعتاد رجلٌ ـ كان يقصدُ عمله عبر حافلةٍ كل صباح ـ على رؤية سيدة تجلسُ قرب النافذة، تُحرك يدها باستمرار، فحمله الفضول على مساءلتها: سيدتي ما ذا أنت صانعة؟ أجابته بهدوء وثقة : أنْثُرُ بُذورَ أزهارٍ على الطريق، فعجب لذلك وقال: ولكن الأرضَ صلبةٌ، كما أن السماءَ غيرُ ممطرة ! فردتْ قائلة: سوف تموتُ بذورٌ وتحيا أخرى، ولكن الطريق سَيُزْهِرُ مرَّة بعد أخرى
ومَرَّتِ الأيام، إلى أن استرعى انتباهَهُ غيابُ السيدة ، ولما سأل الجابيَ عنها أنبأه برحيلها، وفي اللحظةِ ذاتِها سمع طفلاً يصيحُ بانبهار: انظرْ يا أبي إن الأزهارَ تُرافقنا على امتدادِ الطريق.
شعارُ أهلِ  الخير أن يُعمموه، دون أن ينتظروا جزاءَهُ ولا نتائجَه.
فليكنِ التنافسُ في الصلاحِ والإصلاح
وما أحوج المجتمعَ الإنساني أفراداً وشعوباً وحكومات إلى التنادي من أجل الْبِرِّ والسلام، والتسابُقِ نحو إشاعةِ العدلِ والوئام بين كافة بني الإنسان.